«فلك أسود» نص محتدم بالغرابة واللا مألوف

الصفحة الاخيرة 2020/10/30
...

  بغداد: وائل الملوك
 
وسط حضور كبير من الفنانين والمختصين بالشأن المسرحي، عرض أمس الأول الخميس على خشبة المسرح الوطني «فلك اسود» للكاتب علي عبد النبي الزيدي، سينوغرافيا وإخراج د. رياض شهيد الباهلي، تمثيل حسن هادي، ضياء الدين سامي، صفاء نجم.
أثار العمل جدلاً بين الأوساط المختصة، البعض منهم أبدى رأيه وانتقاده، حباً لخلاص المسرح من عكازته، والبعض الآخر كان مجاملاً، وآخرون أخذوا الصمت لغة لهم. 
المخرج كاظم نصار أصرّ على أنَّ «العمل يحتمل قراءات نقديَّة عديدة، فالزيدي دائماً يفاجئنا بنصوصه الجميلة، والمخرج اجتهد في تقديم النص، لكنه كان يفضل التركيز على الفكرة من خلال التقنيات وأداء الممثلين وحركتهم، لكنْ بالمجمل، عرض اليوم فاتحة خير للمسرح بعد انقطاع كبير بسبب كورونا»..
كما كشف د. حسين علي هارف عن أنَّ «الزيدي استطاع إظهار نص محتدم ومشاكس ويثير التساؤلات، وفي الوقت عينه نص متمرد، والمخرج نجح من تحويله الى منظومة عرض تحتوي على الكثير من الجماليات، ولا ننسى لا يوجد عمل متكامل».
بينما نوه د. مظفر الطيب «آن الأوان أنْ تظهر هذه الموضوعات الغريبة، كان الأجدى أنْ تكون هناك غرائبيّة في الشكل، برغم وجود بعض المناطق الإخراجية لها جماليتها، فالمخرج استثمر خبرته الميدانية في ما يتعلق بالتقنيات المسرحية، ولكن ظل العرض أسيراً لفكرة (كيف تتحول الزوجة الى رجل)».
بينما طرح د. سعد عزيز عبد الصاحب، العديد من التساؤلات، أبرزها «على أي منهج ينتمي أداء الممثلين بالعمل؟ إيهامي أم تقديمي؟، كان الأجدر بالمخرج تحديد مفهوم الأداء التمثيلي وأسلوبه، ومن ثم الاشتغال بأسلوب ستراتيجي للعمل، المعالجة الإخراجية كانت محدودة وفقيرة، وتمرير الدهشات والرقصات طارئة على العمل وليست من نسيجه». 
بينما بيّن الكاتب المسرحي مثال غازي أنَّ «النص يميل للغرائبيَّة والفكرة المغايرة، وهذه ستراتيجية بالعبث واللا معقول تكسر المألوف، والمخرج أخفق في مناطق بينما نجح في إظهار جمالية الفكرة، في بعض الأماكن الأخرى».
وذكر الممثل ستار السعداوي أنَّ «النص يحتاج الى اشتغالات إخراجية أكثر قوة مما قدم عليه، لأنَّ نصوص الزيدي وأعماله علمتنا على قوة ما يقدمه من كلمة ورسالة، إنَّ المختصين وأصحاب الخبرة ممكن أنْ يفهموا ما أراده المخرج».