مجلة الأديب العراقي .. العدد 19

ثقافة 2019/01/14
...

قحطان جاسم جواد
 
 
يبدو أن كل المجلات الدورية العراقية عانت هذا العام من تأخّر مطبوعاتها الدورية، وها هو اتحاد الادباء والكتاب في العراق يصدر العدد التاسع عشر من مطبوعه الأنيق الأديب العراقي، قبل أن يودّع العام الماضي في حين كان يفترض صدوره قبل هذا التاريخ بكثير. العدد جاء حافلا بموضوعات الادب والثقافة والفن.
 
ثقافة العنف
 والتنوع الثقافي
أبرز موضوعاته في محور (التنوع الثقافي وأسئلة الراهن العربي)، دراسة الدكتورة لاهاي عبدالحسين بعنوان (ثقافة التنوع في مواجهة ثقافة العنف)، أكدت فيه أن ما يجري اليوم هو حراك باتجاه المزيد من التكريس للبنية التقليدية في المجتمع بحثا عن الامان. وبسبب غياب سياسات الانتقال باتجاه المصالحة والاستقرار، تسود اليوم حالة تعايش سلمي بين الجماعات التقليدية المتنوعة مشوبة باليقظة والحذر والترصد. وهي حالة خطيرة لا تدل على تعافٍ تام ونهائي، بل تنطوي على احتمالات متعددة وخطيرة.
وكَتَبَ الدكتور ريمون غوش من لبنان دراسة أخرى بعنوان (ثقافة العنف والآليات الناعمة لمواجهتها)، أكد فيها أن الديمقراطية هي أفضل طريق لمكافحة العنف وجذوره. وبيّن الدكتور عقيل مهدي في دراسته ان الثقافة تُعنى بقوة المعرفة وتصوراتها العقلانية الرصينة والموحية بالجمال والحق والخير. اما الارهاب فهو هوامات اجرامية في ثقافة قهرية تلقينية بابعاد اسطورية منعزلة عن الحياة صنعتها المخابرات الدولية. وكتب من سلطنة عمان الباحث "خميس بن راشد العدوي"عن فلسفة التنوع الثقافي ليس هو العديد من الثقافات التي تملأ الارض حسب، وانما هو تلك الروح التي أبدعت هذا التنوع الضخم الذي لا يكاد يحصى من الافراز الثقافي الذي لاينقطع. وللدكتورة نادية هناوي دراسة بعنوان (التنوع الثقافي بوصفه رأسمالا رمزيا.. تمثيلاته وآفاقه)، تشير فيها الى ان الاعتراف بالتنوع الثقافي هو مظهر حضاري ودالة سوسيوثقافية ورهان جيبوليتك تاريخي وديني. وينطلق من فرضية ان الثقافة هي الحياة نفسها. ولا مجال لتوكيد التنوع والاعتراف به سوى بتدويل
 الثقافة وعولمتها.
 
ندوة العدد
وكما في كل عدد ندوته الخاصة، فقد استفادت المجلة من وجود الأدباء العرب في بغداد أثناء اجتماعات المكتب الدائم للاتحادات العربية في بغداد، فشاركتهم في ندوتها. وكان الدكتور احمد مهدي قد بدأ الندوة ببيت شعري لابي تمام يذكر فيه (ان نفترق نسبا يؤلف بيننا/ أدبٌ أقمناه مقام الوالد/ او نختلف فالوصل منا ماؤه/عذب تحدّرَ من غمام واحد. واضاف لو كان ابو تمام بيننا وشهد حالنا وأحوالنا السياسية والثقافية، فلربما قال الان نختلف  سياسة!، واذا منعته اوزان الخليل من هذه اللفظة، فلا تمنعه قريحته الشعرية عن توظيف مرادفها، او ماهو أبلغ منها. ثم سأل عن مدى تحكم السياسات العربية المتباينة بالعلاقة بين الاتحادات العربية؟، وهل الاختلافات الايدولوجية والمزاجية السلطوية هي من تحرك بوصلة قيادة الاتحادات؟.
 
قصيدة "يا ابن الرافدين"
في  حقل الشعر نشرت المجلة مجموعة من القصائد منها قصيدة الشاعر الدكتور محمد حسين آل ياسين الموسومة (يا ابن الرافدين) يذكر في مطلعها:- ماذا ستبدعُ من معنى بلابله/ والحبُّ أشعر بيت أنت قائله/ يرويه للأرض جيلٌ قد سما شرفا/ بأنّه هو للأجيال ناقله/ حروفه المجدُ شعتْ في مساربه/ طول المدى وقوافيه هلاهله/ ياملهم الكلمات الخضر تطلقها/ روضا فترقصه شدوا عنادله / وحسبها انها في كل مرتجز/ على غصونك في الذكرى تحاوله. كما نشرت قصائد اخرى للشاعر كاظم الحجاج وموفق محمد و نجاة عبدالله وحبيب الصائغ والفاتح علي مصطفى ود.علاء عبدالهادي ورامز النويصري. وقد تأطر غلاف العدد الاول والاخير بلوحات رائعة للفنان الكبير ضياء العزاوي مع سيرة ذاتية على الغلاف ما قبل الاخير.