بابل: ساجدة ناهي
رغم أننا على أبواب العام 2021 الا أن الصراع ما زال على أشده بين الأمهات والجدات، حول العناية بالطفل حديث الولادة، الذي غالبا ما يقع ضحية لعادات وخرافات بالية، أكل عليها الدهر وشرب لكنها ما زالت تتحكم بصحة أطفالنا.
وخبرة الجدات التي طحنتها السنون التي لا تخلو من الحكمة، قد تحسب في بعض الأحيان على حساب الجهل ومخالفة صوت العقل والمنطق، في وقت يحاول فيه بعض الأطباء أن يزرع المعلومة الصحيحة في أذهان الأمهات التي قد تتعرض الواحدة منهن للاحراج وتنقاد لهذه الخزعبلات، تجنبا لمشكلات مع أهل الزوج وهي( مجبر أخاك لا بطل) رغم أن الطفل روح وهدية من الله وليس حقل تجارب
وتطبيقا لنظريات
الآخرين.
قلادة الثوم
ما زالت إصابة الطفل حديث الولادة بمرض اليرقان الولادي او ما يسمى بالعامية" ابو صفار" ترتبط بالخرافات والعادات الخاطئة، فكم من أمٍ كانت على وشك فقدان وخسارة طفلها من جراء تطبيق تعاليم، ما أنزل بها من سلطان، وكم من طفلٍ أصيب بالتخلف العقلي والحركي، نتيجة تلك الممارسات المغلوطة.
اعتقاد خاطئ
وهناك الأرث الوطني الذي ما زال يعتبر قلادة الثوم قلادة مباركة وتشفٍ من هذا المرض، الذي يصيب الطفل الرضيع في الأيام الأولى، التي يدخل فيها معترك الحياة، ولكن سرعان ما تستقبله قلادة الثوم لتخنق أنفاسه برائحتها النفاذة الكريهة، فيتحمل بمضض الاعتقاد الخاطئ، الذي يشير الى أن تغيير لون الثوم بعد تقشيره هو قيامه بسحب ابو صفار من جسده الغض الجميل جهلا منهم أن الثوم يتأكسد بعد ازالة القشرة، والمؤلم في الموضوع أن على الأم أن تغير هذه القلادة يوميا، ولم لا وهي تحت مراقبة الجدة المستمرة التي لا تغفل عن اي تقصير.
هذه القلادة قد لا تنقرض من مجتمعنا وستبقى فيه، ما دام البعض يعتقد أنّها تبعد العين والحسد والمرض والسحر وقائمة طويلة من المؤثرات الخارجية، هذا بغض النظر عن إعطاء الطفل الدبس ليكون ضمن بروتوكول العلاج الخاص بمرض" ابو صفار" الذي تسبب بموت الكثير من الاطفال او على اقل تقدير تعريض الطفل لعميلة غسل معدة وما زالت بعض الجدات تنصح بعدم ارتداء الأم او الطفل الملابس ذات اللون الأصفر، خوفا من الإصابة بمرض" أبو
صفار".