الوصفة السحريَّة!

الصفحة الاخيرة 2020/11/04
...

زيد الحلّي
 حينما يضع المرء بصمة محبة في مجتمعه ويترك فيه أثراً طيباً، فذاك لا محالة مصدر لحب الناس له.. وهذا هو "الاوكسجين" الحقيقي بعينيه، فان ابتعد عن الانسان... مات وهو حي!
 إن الحب يسمو فوق التعليم والنجاح والثراء والزهد والخبرة، كونه ينطبع دائما في قلوب الناس ويعلمك كل شيء، فهو الام للجميع.. ورعايته واجب ينحدر من صلب  الوجدان.. فالله، جل وعلا، خالق العلو والسفل والنور والظلمة والنافع والضار والطيب والخبيث والملائكة والشياطين، هو مؤشر على ضرورة ان ينتبه الجميع لملاحظة الجميع، كون المحبة  هي على رأس النخب المجتمعية التي تسعى الى تأشير محطات الخلل، مثلما تشجع على الابداع والتقدم.. والإنسان الذي يعيش بالمحبة، يحب الكل، فيحبه الجميع ايضاً .
 ان المحبة هي هواء الحياة، وأولى عناصر المصداقية والموضوعية في معالجة القضايا، وفق ميزان العدل، بدقة وأمانة، وليس بعاطفة ووجدانية، نعم، علينا الاعتراف ان بعض كارهي "المحبة الانسانية" لا يكتفون بتشويه الحقائق، ويتحينون الفرص لتضخيم المشكلات لإظهار السلبيات الاجتماعية وتحويلها إلى قضايا لإثارة الرأي العام، لكن الأعم والأشمل في عالم الحب والنقاء هو البحث عن الحقيقة ومعالجة التداعيات بموضوعية وحرص.. فلا نضيع الضمير الصادق عند جمهرة عريضة من المجتمع النقي، في قمامة النظرة الضيقة لبعض ممتهني الشحاذة من كارهي المحبة والسؤدد، فالإنسان الذي يتمتع بالاستقرار النفسي يشعر بحاجة إلى المشاركة الوجدانية مع الآخرين بذات العمق .
من المعروف ان النطق نطقان، نطق القلب ونطق اللسان وأشدهما خرس  القلب،  كما أن عماه وصممه أشد من عمى العين وصمم الأذن فوصفهم سبحانه بأنهم لا يفقهون الحق ولا تنطق به ألسنتهم، والعلم يدخل إلى العبد من ثلاثة أبواب من سمعه وبصره وقلبه.. فهل ادرك كارهو المحبة واجبات الانسان السوي، الذي يمتلك السمع والبصر والقلب؟ وواجباته هي قولة الحق، دون الالتفات الى من شُلت عقولهم، ويعيشون الهمجية السلوكية.. وهو الانسان النبيل الذي يكون أقل فضولا بالناس، لكن اكثر فضولا بالأفكار. وهو افضل الناس كونه يتواضع عن رفعة، ويعفو عن قدرة وينصف عن قوة!
في حين يفشل كثيرون بسبب خلو قلوبهم من المحبة!