بين مشهدين..

الرياضة 2020/11/04
...

خالد جاسم
ما يعتمل في المشهد الرياضي من مترادفات لها عظيم الصلة بين نقيضين حاضرين يتسيدان هذا المشهد وان اختلفت درجة حضور وقوة كل منهما تبعا لواقع الحال العام الذي يعيشه العراق بظرفه الاستثنائي والذي جعل من الخطأ هو القاعدة وكل ماهو صحيح استثناء .. نعم اتفق كثيرا مع معظم مايطرح من وجهات نظر موضوعية على صعيد تأشير السلبيات وطرائق التفكير الانتهازية والمصلحية التي صارت ديدن الكثيرين في الاتحادات والأندية الرياضية والهرم الأولمبي  في مقابل نهج إصلاحي ربما غير مستند على رؤية عصرية تنزع الى التغيير في نمطيات التفكير وأساليب العمل من قبل نخبة من المخلصين الباذلين . والواقع ومع حضور نسبة عالية من التخلف والأمية في واقعنا الرياضي واللذين يتجسدان في طبيعة مانشاهد ونسمع ونقرأ من عجائب وغرائب في رياضتنا التي تسير كقارب تائه وسط الأمواج وتتصارع على قيادته نماذج لا تجيد السباحة ولا تمتلك حتى أدنى مواصفات القيادة أن كل مايجري هو نتاج طبيعي لمرحلة مخاض مستمر تعيشه رياضتنا وصار من العسير أن ترى نهاية لذلك المخاض وامكانية أن يفرز لنا قيادات وملاكات إدارية وفنية تستطيع التصدي للاصلاح والتغيير برغم أن تجارب وأحداث السنوات الماضية قد أفرزت الصالح من الطالح ومن هو الأمي والمتعلم والنزيه والسارق والمبدئي والانتهازي فتعرت كل الصور والشخوص ولا يوجد مجال في إعادة خلط الأوراق ومزج الألوان حتى وأن أنبرى البعض رافعا شعارات براقة بعد أن خسرت بضاعته البائرة خلال الأعوام الفائتة والقائمة على نهج مقيت وغزل سياسي انتهازي بائس عبر تخوين الاخرين ومحاولة تسقيطهم وتسويق نفسه مناضلا في سوق بائسة حاول الكثير من الرياضيين للأسف تصريف عملاتهم الرديئة فيها أو محاولتهم جذب السياسيين الى عالم الرياضة بحثا عن مكاسب ومواقع هم لايستحقونها بكل تأكيد. 
ولاشك ومع قناعتي التامة بما يطرح من رؤى وأفكار موضوعية وفوق ذلك ثقتي الكاملة بدواخلهم النظيفة ونياتهم الطيبة إلا إنني قد اختلف مع بعضهم في الركون الى لغة الاستسلام أو اظهار حالة اليأس في ضوء مايجري لأن الطفيليات والمافيات الرياضية هي تريد من كل من يعمل بتفان واخلاص ويسعى الى تنظيف مخلفات الرياضة في البلد وعبر طرق الحرب المختلفة بلوغ حافة اليأس ورفع الراية البيضاء لتستفرد تلك المافيات بالساحة وتعيث بها المزيد من الفساد يساعدها في ذلك انزواء وعزلة أصحاب الخبرة والأكاديميين الذين اثروا احترام أنفسهم واحترام مكانتهم من دون الخوض في ميدان تصدى فيه الأميون واللصوص مواقع القيادة هنا وهناك ذلك إني أعرف بعض الشخصيات الرصينة وأدرك تماما أن سياستهم المفتوحة وأياديهم الممدودة الى الجميع قد لاتؤتي ثمارها مع أناس لايفهمون هذه اللغة الحضارية الجميلة كما أعرف أن هذا الأسلوب الذي يشبه كثيرا نظرية ونستون تشرشل الزعيم البريطاني الشهير والتي تقوم على مبدأ (إن تبادل الكلام ولو ثرثرة أفضل من تبادل النار) لاتنفع مع من لديهم أجندات وسخة جدا لكن المشكلة تكمن في غياب منظومة متكاملة من حلقات الأخلاق والنبل والتشريعات والنظم التي تمنح الجيد والمسيء مايستحقانه كما أن واقع حال البلد ومايمر به من فوضى تتعمق يوميا قد أنعكس مباشرة على فوضى الرياضة التي لن تهدأ وتكتب لها نهاية مالم تعزز جبهة الخير التي تنتصر في النهاية طال
 الزمن أم قصر .