عندما يفشي الشريك أسرار حياته الزوجيَّة

اسرة ومجتمع 2020/11/06
...

  بيروت: غفران حداد
 
 
 
في مجتمعاتنا الشرقية عادة ما تفشي الزوجة أسرار المنزل وينصحها المقربون بالحفاظ على خصوصية بيتها، ولكن ما الحل إذا كان الزوج هو من يقوم بإفشاء أسرار منزله وأدق تفاصيل علاقته الزوجية لأمه وأخواته وحتى أصدقائه وهذا الكشف عن أسرار الحياة الزوجية به اعتداء على رباط الزواج المقدس يدفع إليه قلة الوازع الديني وأسباب عدة أخرى.
وللنظر إلى معاناة المغتربة الكويتية نورا وضَّاح وهي أم لطفلين ومتزوجة من مواطن لبناني تقيم في منطقة «فردان «تؤكد، أظن تشاركنني الرأي الكثيرات من الاخوات عن اسرار السعادة الزوجية هي حفظ الاسرار وعدم الإفصاح بها، فلا يصح ابدا أن يفشي اسرار زوجته للآخرين، وهذه معاناتي مع زوجي، فمنذ أول صباح لزواجنا وهو ينقل كل شيء لأمه إنه رجل مدلل ومتعلق بأمه ويسرد ادق التفاصيل بعلاقتنا وهي تأتي وتعاتبني على خصوصياتي، التي يجب ألا يعرفها أحد ولكنني تعبت من الكلام، حتى قررت ألا أفتح بابي لحماتي حين تأتي لزيارتي ولا لأي أحد من أهله عقاباً له وحتى حين يأتون برفقته اغادر المنزل لعلى وعسى انجح في تربيته، بعد أن فشلت أمه في تعليمه مبادئ حفظ اسرار البيت وصيانة كرامة الزوجة. 
وتختم حديثها: أذكَر زوجي وكل زوج يفشي أسرار زوجته وبيته بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِى إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِى إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا»
وتتساءل أم أيمن أليس إفشاء الرجل أسرار بيته وخصوصيات زوجته تعتبر تصرفات لا تليق بمكارم الأخلاق، أليس الزواج علاقة لها خصوصيتها وأسرارها، وعلى الزوجين الحفاظ على أسرار بعضهما بعضاً ولا ينبغي أن يفشي أحدهما سر صاحبه، فالزواج رباط مُقدّس بين الزوجين، والأجابة نعم بكل تأكيد، فلماذا إذن يهدم زوجي ومن هم على شاكلته أهم أركان نجاحه الا وهو أن يكون قائما على المودة والرحمة.
 
ثرثرة
وتعتبر المغتربة العراقية سوسن رضا التي تقيم في منطقة كورنيش المزرعة الرجل الذي يفشي أسرار بيته ومشكلاته مع زوجته هو رجل ضعيف الشخصية، بل وفاشل وتؤكد لقد تفاقمت مشكلاتي مع زوجي بسبب هذا الموضوع، فكل شاردة وواردة يخبر بها امه وأخته، فهو عاجز ان يغير سلوكه في حل ابسط مشكلاتنا ولا يستطيع ان يمسك نفسه عن الثرثرة، لقد تعبت منه وأصبحت حياتي معه تعيسة ودائما أخبره أن تصرفك هذا يزعجني كثيراً، ويقلل من قيمتي وكرامتي أمام أهلك واصدقائك، ولكن للأسف وصلت معه الى باب مسدود ولا حل لمعاناتي معه.
وتشاركنا الصديقة الصحافية اللبنانية (ز، س) مشكلتها والتي طلبت عدم ذكر اسمها تعرفت إلى زوجي أثناء عملنا المشترك في الجريدة، وبعد قصة حب جميلة دامت خمس سنوات تكللت بالزواج السعيد في الأشهر القليلة الأولى فقط، وبعدها ذهلت من نظرات زملائي في الجريدة، خاصة النساء منهن، وحين سألت إحداهنّ أكدت لي أن زوجي يثرثر أمام الجميع بتفاصيل علاقتكما ويتفاخر بأنه يضربكِ. 
 
حلول مفترضة
أخصائية العلاقات الأسرية والتربوية جويز الخوري تقول: من أكبر الاخطاء التي يرتكبها أحد الزوجين هو التحدث مع الأهل في ما يحدث في منزل الزوجية من حوارات او احتكاكات او اختلافات، فنتائج هذا السلوك كارثية على العلاقة الاسرية، والزوج الذي يفشي أسرار المنزل هو شخص غير ناضج أو عدم قدرته على التفريق بين ما هو المسموح قوله وغير المسموح، وعدم قدرة الزوج على وضع حدود للعلاقة مع الآخرين وإذا قاموا بسؤاله عن أي شيء خاص لا يستطيع الرفض، وقد يكون الزوج غير مدرك لخطورة ما يقوم به.
وتعطي الخوري بعض الحلول المقترحة: على الزوجة أن تعبِّر بهدوء تام عن انزعاجها من سلوكيات زوجها، الذي يفشي اسرار بيته وعليها أن تتخذ وقفة جادة لسلوكياته، وتتخذ القرارات اللازمة والإجراءات المفروضة إلى حين أن يتخلص الزوج من هذه الخصلة السيئة.
وتضيف: يجب على الزوجة أن تساعد زوجها على تغيير صفاته غير الحميدة وذلك يتطلب محاولات كثيرة، حاولي أن تتجاوزي عن الأخطاء الصغيرة التي يمكن التجاوز عنها، ولو رأيت أنه يشعر بخطئه، قفي إلى جانبه، وأيديه على لوم نفسه، وذكريه دائماً بأضرار إفشائه للأسرار، وساعديه على إدراك أن هذا السلوك يضر العلاقة بينكِ وبينه وبينكِ وبين أهله.