سعاد البياتي
لم تعد رؤية نسائنا يقبلن الانخراط في سلك الشرطة بالمشهد الغريب، يمارسن أعمال التفتيش في المراقد الدينية والبحث عن مرتكبي الجرائم المحتملين وحماية المنشآت والمؤسسات الحيوية، ففي صفوف قوات الداخلية فتيات يحملن الرتب العسكرية ويرتدين الزي الرسمي، ويقفن الى جانب رجل الامن بثقة
ليؤكدن وجودهن رغم التحديات وقسوة النظرات، فشرطيات العراق يحاولن تغيير المفاهيم القاهرة بعمل حيوي جدير
بالاحترام.
(مريم) الثلاثينية، خريجة كلية الآداب والتي بقيت من دون عمل اعواما، تحدت الظروف الاجتماعية وانخرطت في سلك الشرطة، لتكمل مشوارها في اختصاص ظنته صعبا في بداية الأمر، الا أن ما حصلت عليه من دورات تثقيفية وتدريب متواصل جعلها تحب مهنتها وزيها العسكري الجميل.
حيوية وانسجام
حسب ماذكرت أن مهمتها الصباحية في منزلها المتواضع ما زال يأخذ منها وقتا، فهي زوجة وأم اولا»، ومغرمة جدا بأسرتها التي منحتها طمأنينة ورضا، لتلتحق بعملها في احدى مؤسسات الشرطة المجتمعية وتقوم بدورها في مساعدة الأسر والازواج وغيرها من المهمات الاجتماعية الملقاة عليها، فضلا عن الواجبات الأمنية الأخرى المناطة بها في حفظ الامن والنظام في المناسبات الرسمية والدينية، وهي تتعامل مع عملها بحيوية وانسجام، تصادفها العديد من المشكلات الاسرية التي تؤرقها احيانا في قضية العنف الأسري، الذي ازداد في الآونة الاخيرة، ففي زيارتها لإحدى الأسر بعد ان وردت لها شكوى من إحدى المواطنات، ان الانتحار بات قاب قوسين او ادنى منها، لسوء حالتها النفسية يوميا وتعرضها للضرب والاهانة من زوجها وامام اطفالها، ما دفعها للتفكير في تلك اللحظة التي تخلصها من عذابات الزوج.
هدوء الروع
حلت الضابطة مريم ضيفة في منزل المشتكية، جلست معها ساعات تستمع بإمعان اليها وتجيبها بكل صراحة وتفهم، وتقف عند مشكلتها وتكون خير عون لها، احتوت تلك التداعيات وتمكنت من تسهيل عدة امور اجتماعية اختلطت على مضيفتها، وحررت تعهدا من الزوج بعدم العودة الى التعنيف، وهدأت من روع الطرفين، لتذوب الخلافات مع كل نصيحة وكلمة.
تفانٍ
أجادت مريم عملها وازاحت عن كاهل الأسرة حالتها النفسية المتوترة، وكانت تتعامل مع مهنتها بأمانة وتفان، لتحقق أهداف العمل المجتمعي، الذي أقسمت أن تحتويه بأخلاص، وهذا ماخططت له المؤسسات الأمنية والمجتمعية في الرصد والحل.