زينب صاحب
تتسامر النسوة في تجماعتهن ويتطرقن الى مواضيع شتى، واحدة تسأل عن كيفية إعداد أكلة معينة، وأخرى تشكو ماذا عساها تفعل لتبعد صغيرها عن(عادة) سيئة اعتادعليها مؤخراً، وهذا وغيره ما دار في جلستي الأخيرة مع صديقات الثانوية بعد غياب طويل فرضته اشتراطات الجائحة اللعينة .
كنت أنا وواحدة من الصديقات التسع نجلس صامتات في مكاننا، من دون مشاركة الأخريات أحاديثهن، الذي لا يمت لنا بصلة، كوننا غير متزوجات، وبدأنا بإثارة أشياء مناسبة لنا، وبالتأكيد لا يخلو أحاديثهن من ذكر التجميل والعناية بالبشرة وآخر صيحات الموضة، حينها سألتهن، هل ما زال هناك أحد يرغب بالجمال الطبيعي؟ أم الجميع اعتاد رؤية تلك الشفاه المتضخمة والتفاصيل البارزة بشكل لافت، هل بقيّ من يريد النظر الى امرأة بحاجبين طبيعين؟ فقالت احداهن تشابهت عليّ وجوه النساء ولم أعد أميز بينهن، خصوصا المشاهير وكأن الجميع يزور الطبيب نفسه، هل يعقل ان معايير الجمال المتعددة تختصر كلها في شكل واحد؟! لتجيبها أخرى بقولها صرت أحب أن أرى وجهي البريء وجسمي النحيل المضمور وان لم أعجب أحدا واسمع الكثير من الانتقادات، الا أن ذلك يريحني على الأقل، لا احد يرميني بنظرات حمقى كأنني سلعة معروضة للبيع.
بالتأكيد كان ليّ رأي ضمن هذا الحوار، الذي بدأته ومن وجهة نظري، أن التميز أصبح بالشكل الطبيعي على عكس السابق تماماً، فاليوم يرتاح بصري لرؤية الأناقة والنظافة، بدلاً من رؤية ذلك الأنف المرفوع بطريقة مشوهة، حتى أنني أتوقع اختفاءه باستمرار عمليات تصغيره،
يلفتني كثيراً وجود شعيرات الحجاب في الوجوه ولدى خروجي من المنزل، أبدأ بعد الفتيات
ذوات الجمال الطبيعي اللواتي لم يغيرن ما صنعه الخالق لهن .
لتصرخ واحدة محاولة شد انتباهنا اليها، حيث قالت هل تعتقدن ان النساء وحدهن من يخضعن لتلك التغيرات؟ لا يا عزيزاتي أعرف الكثير من الرجال يفعلون ذلك ايضاً، بل وحتى بنسبة أكبر من جنسنا اللطيف وهنا طرحت سؤالي المهم الذي دائماً ما يدور في ذهني، هل سأخضع في يوم ما لهذه التغيرات وأنصاع مع الجميع؟ ليكون هذا سؤال الختام لجلستنا والذي انتهى بالصمت المطبق ولم نستطع الاجابة عليه؟.