بؤس الأندية

الرياضة 2020/11/06
...

طه كمر
ما لفت انتباهي خلال ما تقدم من مباريات الدوري الممتاز هو الإعداد المنقوص لحامل اللقب فريق الشرطة الذي بالغ بتواضع مستواه عندما خاض ثلاث مباريات لم يجن منها سوى خمس نقاط من فوز وتعادلين ، ليثبت للقاصي والداني انه غير قادر على تحقيق الفوز على فرق المحافظات ليقف سقف طموحاته عند النقطة الواحدة لا غير ، وهكذا فعل عندما عجز مهاجموه من هز شباك فريق زاخو الفتي الصاعد توا للأضواء ، فربّ سائل يراوده تساؤلاً مشروعاً مفاده ماذا كان يفعل مدرب المنتخبات الوطنية عبد الغني شهد وجهازه الفني ؟ لفريق متخم بالنجوم يمتلك ميزانية انفجارية يحلم بها أي من فرق الدوري الأخرى ليظهر بهذا المستوى البائس الذي لا يوحي انه حامل اللقب.
على عكس فريق الشرطة وجدنا القوة الجوية الذي لم يعد العدة بالشكل المطلوب بعد أن طافت على سطح أحداثه بعض المعوقات التي رافقت مشوار إعداده ، لكنه ظهر بالوجه الايجابي من خلال تحقيقه العلامة الكاملة قبل توقف ماراثون الدوري ليحقق الفوز داخل وخارج ملعبه  ويتربع على عرش الصدارة بكل ثقة ، بينما ظهر الزوراء هو الآخر بوضع جيد خصوصا بفوزه الأخير على الطلبة بهدفين نظيفين قياسا مع تواضع حاله المادي أو انعدامه ، بعد أن صرح مدربه باسم قاسم انه لم يتسلم استحقاقه للموسم الماضي بمعية جميع لاعبيه فكيف سيؤدي لاعبوه كي يكملوا الموسم الحالي من دون أي مردود مادي؟
بينما مارست بعض الأندية هوايتها المفضلة في افتراش المناطق الدافئة التي تقولبت عليها تماما وهكذا فعلت أندية الطلبة والنفط والكرخ والنجف وأربيل التي على مايبدو ان طموحها توقف عند خانة المنتصف ولا تريد العناء الذي ربما يرفع من سقف طموحاتها ، لتبقى تتراوح ما بين مد وجزر بنتائجها لتبقى على حالها البائس. ليبقى أمانة بغداد اللغز المحير في المعادلة الكروية بعد أن ظهر بمستوى فني لا يوحي تماما انه جاء للمسابقة بروح المنافسة على تحقيق شيء ما خلال الجولتين الأولى والثانية التي خسرهما أمام أربيل والشرطة ، ليعود ويتغلب على النفط في مباراة دراماتيكية تمكن ازاءها من التفوق بعشرة لاعبين على ند ليس بالسهل ، فلا نجد تحليلا منطقيا يجعلنا نعطي رأينا بهذا الفريق الذي يتأرجح بأدائه ونتائجه ، في الوقت الذي بقي شبيهه الصناعات الكهربائية يواصل أداءه المترهل بعد أن اهتزت شباكه سبع مرات من دون أن يصل لاعبوه الى مرمى الخصوم، ويأتي دور الميناء أو سفّانة الجنوب ليكون مثالا حيا في تواضع المستوى عندما ظهر عاجزا عن مجاراة المنافسين مكتفيا بنقطة واحدة من تعادل وهزيمتين ، فلا أعرف هل ستتمكن هذه الفرق من تكملة المشوار أم انها سترفع الراية البيضاء ونحن ما زلنا في المرحلة الاولى من المسابقة لتعلن أمام الملأ بؤس حالها؟