هل المرأة أقل ذكاءً من الرجل؟

اسرة ومجتمع 2020/11/07
...

  آيات يحيى
عندما نقيم علمياً وموضوعياً مستوى الذكاء عند
 المرأة نجد أنها لا تقل بهذا الجانب عن الرجل، بل إنها الجزء الحياتي الذي تقع عليه مسؤوليات معيشية جمة لا يستطيع الرجل تأديتها سواء على المستوى الفسيولوجي
 او حتى الإنتاجي.
الرجل والمرأة يختلفان من حيث طبيعة التفكير واتخاذ القرار، ويعود هذا الأمر إلى وجود مئات من الجينات التي تعمل بشكل مختلف تماماً في دماغ كلٍ من الرجل والمرأة، وهي تؤثر في السلوك وطريقة التفكير، فضلاً عن تأثير العادات والتربية المتوارثة في المجتمع عليها. ومن الأسباب التي جعلت الرجل يستهين بقوة المرأة العقلية أنه يتفوق عليها من حيث قوته الجسدية، وهذا الأمر لم تعد له قيمة وفق النمط المعيشي الجديد وهو غير صحيح تماماً لأنَّ الذكاء لا يقاس بقوة العضلات والبنية الجسدية، ونرى أنَّ المجتمع قديماً كان مهتماً بعلم الفراسة الذي يقول إنَّ حجم جمجمة الرجل أكبر من حجم جمجمة المرأة من حيث الوزن، فدماغ المرأة أخف من دماغ الرجل بنسبة 10 ٪، أي ما يقارب 1400 غرام على هذا الأساس وبسبب كبر حجم دماغ الرجال فهم أذكى من النساء.
علينا الاعتراف بأنَّ نسبة الذكاء لا تقتصر على أحد الجنسين لكن هنالك عدة جوانب يتفوق الرجل فيها عن المرأة والعكس صحيح. 
أثبتت دراسات نتائج البحوث التي أجراها الباحثون في كلية الطب جامعة واشنطن أنَّ أدمغة النساء أكثر شباباً بنحو أربع سنوات مقارنة مع أدمغة الذكور من العمر ذاته وهذا ما يساعدها في عمل الدماغ بشكل فعال.
ودراسات أخرى تمثلت بأكثر من 200 شخص من كلا الجنسين أنَّ دماغ المرأة يتفوق على دماغ الرجل في حدة الذاكرة بشكلٍ كبير وخاصة عند التقدم في السن. وايضاً توصل الباحثون إلى أنَّ دماغ المرأة أكثر تنظيماً من دماغ الرجل.
وتتعدد المجالات التي أثبتت المرأة فيها قدرتها العقلية والتألق في مجال عمالها، ومن أبرز الشخصيات التاريخية التي أثبتت أن المرأة تستطيع النجاح والتفوق وصولا ًالى جائزة نوبل وليس لمرة واحد وإنما لجائزتين. لقد حصلت ماري كوري على أعلى تقدير علمي وهي عالمة بولندية في مجال الكيمياء والفيزياء، إذ إنها قامت بتطوير نظرية «النشاط الإشعاعي» وصياغة هذا المصطلح أيضاً كذلك اكتشفت العنصريين (البولونيوم والراديوم). ويقدر معدل ذكائها ما بين (180٠ – 200).
على مدى التاريخ هناك العديد من النساء تمكنَّ من تسجيل انتصارات علمية باهر وكان لهن الفضل في تطوير العلوم وحتى التقنيات المعقدة. إنَّ انتشار التعليم بين الفتيات في أوائل القرن العشرين غيَّرَ الواقع كثيراً ولو أنَّ المرأة تحظى بالمزيد من العناية التعليمية وخاصة في العالم الثالث لكان الأمر قد اختلف وتغيرت النظرة الذكوريَّة.
إذنْ نعود لنقطة البداية ونسأل: هل المرأة أقل ذكاءً من الرجل؟ من خلال اطلاعي على عدة بحوث علميَّة أكدت العديد من الدراسات التي أجريت حول كل من عقل المرأة والرجل لمعرفة نسب الذكاء بين الجنسين وجد أنَّ الذكاء لا يتحدد بحجم ووزن المخ البشري وأكدت الأبحاث أيضاً أنَّ الذكاء لا يقتصر على جنسٍ معينٍ؛ لأنَّ نسب الذكاء قد تكون موضوعاً وراثياً، وتتأثر بالعوامل الخارجيَّة التي تتحكم بزيادة نسبة الذكاء كالبيئة والتأثير الاجتماعي.