دَعوه.. فرأسُـه (ناشفة)!!

الرياضة 2020/11/08
...

علي رياح  

هل يجب أن يكون المدرب مُستبداً، لا يحرّكه إلا اختياره، أو مزاجه، أو حتى ذهابه بخياله بعيدا عن الواقع، فلا يرخي السمع للرأي أو المشورة أو النصيحة؟!  
هذا سؤال وجهته ذات يوم إلى المدرب الصربي ميلان جيفادينوفيتش الذي قاد منتخب أسود الرافدين عام 2000 لأشهر معدودة تخللتها المشاركة في نهائيات كأس آسيا.. وكانت إجابة الرجل ابتسامة فاترة تكاد تخلو من أي ملامح، وقد كانت قناعتي وقتها أن هذه النظرة التي صوّبها نحوي ليست غريبة، فهذه هي المدرسة الشرق - أوروبية التي تنتج الصرامة والحِدّة والابتسام بحساب!  
كنت وقتها أسأله عن التشكيلة التي استدعاها لتمثيلنا في نهائيات آسيا بلبنان، بعد أن لاحظ العراقيون وبينهم الإعلام الرياضي أن جيفادينوفيتش ترك لمسات غريبة أو غير مألوفة على قائمة لاعبيه، ولم يدخل الرجل في جدال مع الإعلام وإنما سلـّم القائمة إلى الاتحاد وكان ينتظر الرد!  
ويصدق مثل هذا الانطباع على كثير من المدربين الأجانب الذين عملوا في العراق أو المحليين والذين يتفاوتون جميعا في المرونة أو الشدة لدى اتخاذ القرار، لكن جميعهم وجميعنا ندرك أن المدرب وحده مسؤول في خاتمة المطاف.. مسؤول عن أي تراجع في الأداء والمردود!  
خلال الأسبوع الماضي ثارت ثائرتنا جميعا على القائمة التي أعلنها كاتانيتش ذو الجذور نفسها التي كان يحملها (ميلان).. القوة والاعتداد بالنفس وتحمّل المسؤولية.. وتوزعنا جميعا بين محاور واتجاهات فيها الرفض لبعض الأسماء المدعوة للمنتخب، وفيها أيضا الافتقاد لعدد ليس قليلا ممن نراهم يستحقون اللعب مع المنتخب واستكمال التصفيات المزدوجة!  
دخلنا الجدال، وألقينا الاتهامات في كل الاتجاهات، وقال كاتانيتش إنه سيرد أو يفسر لاحقا، لكنني وبحكم علاقتي الوطيدة الطويلة بنجمنا السابق باسل كوركيس الذي يتولى مهمة المدير الإداري للمنتخب، أصبحت أقرب إلى القناعة بأن كاتانيتش يرفض التدخلات ولا يستمع إلا لصوته النابع من أعماقه أو من مساعديه الذين يقتسمون المهمة
 والمسؤولية معه!  
أميل إلى صدق باسل كوركيس وهو يسرّني بأن المدرب ليس سهل الاختراق من هذه الناحية بالذات، وهذا يدفعني مجددا إلى القول: دعوا لكاتانيتش خياراته.. أحد المشجعين المُعتـّقين قال (إن الرجل رأسه ناشفة)، فليكن.. النتائج وحدها هي التي ستقرر الصلاحية أو الفشل، وهذا هو المنطق الذي ينبغي أن يسود!