لين نوتاج {تنبأت} بنهاية عهد ترامب

بانوراما 2020/11/08
...

  واشنطن: بي بي سي

قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية لعام 2016 بأسابيع، كانت نتائج استطلاعات الرأي ترجح فوز هيلاري كلينتون. لكنَّ الكاتبة المسرحية، لين نوتاج، كان يخالجها بعض الشك. وزارت نوتاج مدينة ريدينغ بولاية بنسلفانيا مرات عديدة بينما كانت تجري أبحاثا لكتابة مسرحيتها حول التغيرات الاجتماعية التي أفرزها تراجع التصنيع. وتحدثت نوتاج وفريقها من المتدربين مع المئات من سكان هذه الولاية المتأرجحة. وكان القليل منهم متحمسا لانتخاب كلينتون.

وتحدث بعض ذوي البشرة البيضاء الذين شاركوا في المقابلات عن الانقسامات الثقافية والاضمحلال الاقتصادي والارتياب من المواطنين الذين ينحدرون من أصول لاتينية.
وكانت هذه الحوارات مصدر إلهام لنوتاج، التي استوحت منها مسرحيتها "العَرَق" ( Sweat)، وهي مسرحية متشعبة ومتداخلة تدور أحداثها في مدينة كانت مركزا لمصانع أنابيب الفولاذ، ونالت عنها نوتاج جائزة بوليتزر للمرة الثانية.
وعلى الرغم من أن نوتاج أجرت أبحاثها عن مسرحيتها "العرق"، التي عرضت للمرة الأولى في مؤسسة المسرح العام بنيويورك، وكتبتها في عهد الرئيس الأميركي باراك أوباما، قبل أيام من انتخابات 2016، فإنها أصبحت واحدة من أفضل الأعمال التي تجسد عهد الرئيس دونالد ترامب. ووصفتها جريدة "نيويوركر" في العام 2017 بأنها "أول معلم مسرحي لعهد ترامب".
وشرعت نوتاج في كتابة مسرحيتها في العام 2011، عندما كلفها مهرجان شكسبير بولاية أوريغون بكتابة مسرحية ضمن سلسلة مسرحيات جديدة عن الثورات الأميركية تحت عنوان "المنعطفات في التاريخ الأميركي".
واختارت نوتاج أن تكتب عن تراجع التصنيع في الولايات المتحدة، أو انكماش القطاع الصناعي الذي بدأ في السبعينيات من القرن الماضي، ولا يزال صداه يتردد في الوقت الراهن.
وتستكشف المسرحية، التي تتنقل أحداثها بين عامي 2000 و2008، العواقب الوخيمة لإغلاق المصانع على المجتمعات. وتدور أحداث "العرق" في حانة مغمورة، يرتادها عمال من مصنع للأنابيب الفولاذية، وتركز على قصة تريسي، البيضاء، وسينثيا، صاحبة البشرة السمراء.
وتتناول نوتاج في معظم أعمالها الشخصيات المهمشة، مثل النساء اللائي وقعن ضحية لعصابات الإتجار بالبشر في مسرحيتها "المُحطم" في عام 2007، أو الخيّاطة المهملة في مسرحيتها "الملابس العزيزة" في عام 2003.
لكن في مسرحية "العرق" تناولت أشخاصا لم يفطنوا قط إلى أنهم مهمشون، بل ويعتقدون أنهم في قلب المجتمع وليس على هامشه.
وتقول نوتاج: "شعر الممثلون بالخوف والتوتر في آن واحد. إنها تلك اللحظة التي يلتقي فجأة فيها الفن بالواقع على المسرح". ثم عرضت المسرحية في أحد مسارح برودواي في عام 2017.
لكن تأليف عمل فني خصيصا لعهد ترامب، قد يبدو مخالفا للهدف الذي صنع من أجله. فعلى النقيض من أوباما، لا يقرأ الرئيس الأميركي الحالي الكتب بقصد المتعة ولا يكتب كثيرا خارج موقع "تويتر". وعندما نشرت مقالة بصحيفة نيويوركر عن هذا الشأن، انتابت نوتاج مشاعر مختلطة. وتقول: "قلت لنفسي لا أريد أن ترتبط المسرحية بترامب، وشعرت أن ذلك يشين العمل الفني".
ومهدت مسرحية "العرق" لانطلاق أعمال أخرى تستكشف العواقب الوخيمة للتحيز للذكور البيض وتفضيلهم على الفئات الأخرى في المجتمع، مثل مسرحية "نظرة عادلة" (فيرفيو) لجاكي سيبليز دروري، و"التجاهل" (باس أوفر) لأنتوانيت نواندو، و"ما الذي سيصعد لأعلى عند الانحدار"، لأليشيا هاريس، و"أبطال المنعطف الرابع" لويل أربري.
وأضفت رئاسة ترامب معاني جديدة لبعض الأعمال التي كتبت في عهد أوباما، مثل "هيدزتاون" لأنايس ميتشيل، و"ما الذي يعنيه الدستور لي" لهايدي شريك.
وبعد أن تنبأت نوتاج بنتائج الانتخابات الرئاسية في عام 2016، ما هي تكهناتها عن الانتخابات الحالية؟ عندما تحدثت نوتاج عبر "زووم" في مستهل تشرين الأول بعد الإعلان عن إصابة الرئيس بفيروس كورونا المستجد، قالت: "ما من أحد يمكنه توقع كيف ستسير الانتخابات القادمة. لكني أعتقد أنها ستظل محفورة في الذاكرة لسنوات طويلة".