بريطانيا 2100.. مبانٍ خضراء ووسائل نقلٍ ذكيَّة

علوم وتكنلوجيا 2020/11/11
...

  هاري بيتيت

  ترجمة: شيماء ميران

 
في الوقت الذي تتجه فيه المملكة المتحدة لتكون بلاداً خضراء، ومع محاولتها لمعالجة التغيّر المناخي بحسب أحد الخبراء، فإنَّ مدن المملكة ستتغير بنحوٍ لا يمكن لنا أنْ نتعرّف عليها.
إذ قامت العالمة (سيرينا بولاستري) من جامعة لانكستر مؤخراً بنشر مجموعة من الصور بيّنت فيها توقعات بشأن مستقبل المدن البريطانيَّة الكبرى، وكان من بين هذه التوقعات إزالة جميع السيارات من شوارع وطرقات المملكة بحلول العام 2100.
ووفق الانطباعات المصورة ستنبع ايضاً ناطحات السحاب التي تمتص مياه الأمطار، فضلاً عن المباني السكنية الخضراء التي ستنتشر في جميع أنحاء البلاد.
وتُظهر الصور الأفق المستقبلي لكل من مدينة لندن ومانشستر وبرمنغهام، والتي تم تجميعها بمساعدة شركة (Ben and Jerry's) بن آند جيريز المُصنّعة للآيس كريم.
حاولت بولاستري، المؤلف المشارك لمشروع النظرة المستقبلية للمدن التابع لحكومة المملكة المتحدة، تخيّل ما ستبدو عليه بريطانيا خلال الثمانين عاماً القادمة، إذا ما تحركت ويستمنستر اليوم لمكافحة تغيّر المناخ. وقالت: "نعلم بأنه ليس من الممكن فقط بل من الضروري إعادة التقييم الجدي لماهية المستقبل الذي نريده وكيفية صناعته. ويجب علينا أنْ نفعل ذلك مع مراعاة الآثار الوشيكة وبعيدة المدى لتغيّر المناخ".
ومن بين التعديلات التي تعتقد بولاستري أنْ تقدمها المدن هي الاراضي الرطبة المزدهرة داخل المدن، والأحياء المليئة بالحدائق العامة، والمباني الخضراء التي تعمل بالطاقة المتجددة. كما ستحل وسائل النقل الخضراء التي يسهل الوصول إليها محل معظم السيارات، والتي ستقوم بنقل الموظفين الى أماكن عملهم في ناطحات السحاب التي تمتص مياه الأمطار.
إضافة الى الطرق ومواقف السيارات التي ستتحول الى شبكة من الممرات الخضراء تربط متنزهات المدينة الحضرية بالغابات، في حين ستُزّين الألواح الشمسية كل سقف من سقوف البنايات.
وتطالب شركة (Ben and Jerry's) بتقديم الدعم لتصريح شركائها في منظمة تحالف المناخ، المجموعة التي تُكرّس عملها على تغير المناخ، الذين ناشدوا في هذه الوثيقة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون من أجل اتخاذ إجراءات طموحة لغرض تحقيق انتعاش اقتصادي مستدام لما بعد (كوفيد – 19).تقول كلارا جولدسميث من منظمة تحالف المناخ: "إنَّ الحلول المصورة في هذا العمل الفني هي في متناول أيدينا، وقد حان وقت العمل الآن. ونحن بحاجة الى أنْ تقوم الحكومة بالاستثمار في مجال تنمية الصناعات النظيفة، والمحافظة على المساحات الخضراء الموجودة اليوم، بدلاً من أنْ نبقى عالقين في التلوث لعقود قادمة".
وكان جونسون قد أطلق في الشهر الماضي العنان لثورة الطاقة الخضراء ( gale forceأي قوة العاصفة)، بعد تراجعه عن سخريته من طاقة الرياح على مدى عشرين عاماً الماضية. واعترف أنه قد أخطأ في فهمه عندما قال إنَّ مزارع الرياح البحرية لا تتمكن من إزالة الطبقة العليا من صحن بودينغ الأرز، وتعهد بأنْ يستغل الرياح في تزويد كل منزل في المملكة المتحدة بالطاقة في غضون عشر سنوات القادمة.
قال جونسون مخاطبا المؤتمر الإفتراضي لحزب المحافظين مطلع الشهر الماضي: "إن غلّاياتكم وغسالاتكم الاوتوماتيكية ومركباتكم التي تعمل بالكهرباء ستحصل كلها والكثير منها على طاقتها بشكل نظيف، بدون الشعور بالذنب من النسائم التي تهب حول هذه الجزر". كما وعد باستثمار ما يقارب 160 مليون جنيها أسترليني في الشمال وأسكتلندا لبناء توربينات متخصصة قبالة الساحل.
عن جريدة The sun