ترك الدراسة الجامعية تفاقم في الأشهر الاخيرة في عتمة جائحة كورونا وتداعياتها من فرض حظر التجوال، وتقييد حركة الحياة الاقتصادية والاجتماعية ، ما أثر في الكثير من الناس، خاصة أولئك الذين يعتمدون في تحصيل قوت يومهم من عملهم في القطاع الخاص.
يقول قيصر شاكر – حاسبات مرحلة ثانية: عندما قررت مواصلة دراستي الجامعية، كنت قد رتبت وضعي بحيث لا أثقل على أهلي في تأمين مصروفاتي، فاشتريت سيارة صالون بالتقسيط، وكنت اوفر مبلغ القسط الشهري من اجور الخط، الذي عملته للطلبة القريبين من منطقة سكناي، بينما اعمل مساء وفي العطل بالشارع لتوفير مصروفي واحتياجاتي، سواء في الكلية او في حياتي العامة، لكن بعد فرض حظر التجوال بسبب كورونا تغيرت الامور تماما، صحيح انني صمدت في الشهرين الاولين من الحظر اعتمادا على مدخراتي، لكن هذا لم يستمر مع الديون التي تحملتها.
ويصمت قيصر مترددا قبل ان يضيف: لاننسى أن أخبار الوفيات اليومية لكورونا اثرت نفسيا فيَّ وجعلتني لا أؤمن بالمستقبل ولا حتى بالدراسة.
اما الطالبة سهى عبدالعزيز- كلية الاداب مرحلة ثالثة لغات؛ تطرح سببا مركبا لتركها الجامعة إذ تقول:
السبب الاقتصادي مهم ومؤثر لكنه ليس هو السبب الرئيس، الذي جعلني أترك الجامعة، أسرتي حالتها المعيشية معتدلة، حيث يمتلك والدي اكثر من محل لبيع الملابس الجاهزة، وتوقف العمل والاستيراد وعلقت بضائع لديه في تركيا جعلني اعيد النظر بكل شيء، فذلك لم يؤثر في حياة أسرتنا، لكن بعد جائحة كورونا، واعتماد التعليم الالكتروني عبر المنصات فرض عليَّ مصاريف جديدة لم تكن في حسباني، مثل شراء حاسوب جديد، وجهاز هاتف جديد ومتطور بتقنيات تتيح لي التعامل مع الدروس والامتحانات عبر المنصات الالكترونية، وكنت اخجل ان اطلبها من والدي وانا أراه بهذه الحال، ولو طلبتها لما توانى من تلبيتها فاعتمدت على اجهزتي القديمة التي لم تكن بالمستوى المطلوب.
بلا أمل
ويبدو سهيل نجم مجيد- طالب دراسات مسائية جامعة المنصور، أكثر تشاؤما من بقية زملائه قائلا:
نعيش يأسا كبيرا، فالأمور بعد العام 2003 تبدو ملتبسة، غياب القيم وفوضى الجامعات الاهلية، كنا نحاول ان نصنع لأنفسنا أملا، لكن جائحة كورونا قضت على كل ما تبقى لنا من امل واحلام، الحياة الجامعية بحد ذاتها كانت بالنسبة لي شخصيا أملا اجدد فيه حياتي، وأطمح أن أعيش حياة حلمنا بها كثيرا، لكننا وجدنا انفسنا نجلس خلف الكيبوردات بشكل انفرادي وكأننا في جزر متباعدة، نجلس بلا أمل، ونعاني من وضع اقتصادي معروف.
تسهيلات
من جهتها اكدت الاخصائية في طب الاسرة بوزارة الصحة والبيئة الدكتورة نور محمد علي، أن توقف الجوانب الحياتية في البلاد بسبب انتشار جائحة كورونا هذا امر خاطئ، لذلك اتخذت اللجنة العليا للصحة والسلامة باعادة الناس الى ممارسة اعمالهم الطبيعية بشرط الالتزام بالاجراءات الوقائية، من التباعد الاجتماعي، وارتداء الكمامات بالتعاون مع الفرق الصحية وبرامج التوعية من قبل وحدات تعزيز الصحة، مبينة أن هناك مقترحات من قبل المتخصصين في وزارة التعليم بدراسة صياغة قرار تخويل الأقسام العلمية في الجامعات كافة، بتحديد مساحات المزاوجة والمناصفة بين التعليم الإلكتروني والتعليم الحضوري، وتشخيص المواد التي تتطلب حضورا مباشرا.
وأشارت الى أن القرارات غير واضحة حتى الآن وبانتظار النتائج النهائية للدوام في المدارس والجامعات من قبل اللجنة العليا للصحة والسلامة، منوهة بأن تسرب الطلبة منها يعد مشكلة كبيرة، لكن مسؤولي الجهات المعنية قدموا العديد من التسهيلات للطلبة، منها تأجيل دفع الأجور في الجامعات الأهلية، نظرا للظروف الاقتصادية، واتاحة فرصة للطلبة باداء الامتحانات عبر المنصة الالكترونية مع الاستعانة بالمناهج التعليمية خلال الامتحانات، واعتبار درجة النصف الاول من السنة درجة نجاح وغيرها.