«لا تشبه ذاتها»

ثقافة 2019/01/16
...

عمان / يعرب السالم
تنحو ليلى الأطرش في روايتها الجديدة "لا تشبه ذاتها" الصادرة عن دار الشروق للنشر والتوزيع الاردن –عمان إلى ثيمة الخوف الإنساني بأسبابه وأشكاله في هجرته القسرية أو الطوعية، وبغض النظر عن الثراء والمكانة الاجتماعية للمهاجر. 
رواية حب كبير ترويها الطبيبة الأفغانية ابنة زعيم القبيلة التي هربت طفلة مع عائلتها الثرية من الصراعات الدينية والعرقية في بلادها إلى لندن، ومهندس فلسطيني هجّرت عائلته من القدس. حب جارف غيّرها من طفلة متمرّدة على تقاليد الطبقة في مجتمع العشائر والقبائل إلى امرأة عاشقة في ظل من تحب حتى لا تكاد تشبه ذاتها، عشق كبير تكسّر على صخور الأنانية والمقامرة بكل شيء بينما تقاوم الفشل في الحب والعمل والمرض.
رواية التسامح والقبول والتعايش بين الملل والأعراق في بلاد الصوفية  أفغانستان، قبل أن تصبح ساحة للتطرّف والصراعات الطائفية والعرقية والدولية. واضطهاد كلّ مغاير في صراع تقلّب بين الديني والشيوعي والمصالح الاقتصادية ومحاولة الهيمنة للسيطرة على طريق آمن للغاز. 
قصة زعيم حمل عائلته والوطن إلى المهجر فلم يوقف نجاحه، وصداقة فريدة بين امرأتين وحّدهما القبول والتعايش رغم اختلاف العرق والدين، الشريفة الأفغانية والتاجرة اليهوديّة الأفغانية التي هاجرت صداقتهما مع أسرتيهما إلى لندن وشراكة غلّفت كثيرا من القيم والمبادئ والشعارات وأدّت إلى التنازل عن الأحلام في شهوة الثراء.
قصة شقيقتين وحّدهما الخوف على الحياة رغم التباين وصراعات الطفولة. 
رواية الخوف الإنساني في الهجرات الطوعية أو القسرية التي تحدّد علاقة المهاجر ببلده، قصة الخوف من الفشل والمرض والموت والصراع من أجل الحياة. تكتب الطبيبة سيرتها لابنتها الوحيدة التي تحمّلها فشل الحياة مع والدها.. تكشف لها الأسرار، وحكايات عار لا يعرفها أحد في تاريخ عائلتها سترتها سطوة الطبقة.
ومن نص الرواية "الوكالة اليهودية هجرت اليهود الافغان من البلاد بعد احتلال القدس عام ثمانية واربعين من القرن العشرين، خشيت من تصاعد الشعور الديني ضدهم، اما بعد احتلال باقي القدس عام سبعة وستين من القرن العشرين وحريق المسجد الاقصى على يد صهيوني متعصّب فنسقت خروج من بقيَ، ولم يبقَ في الديار سوى حاخام كنيس كابول ومساعده لحماية المعبد. نقلت اليهود الى اسرائيل او نيويورك دون ان تفكر بالبشتون، ولم تشر الى العلاقة معهم، ولو كانوا على يقين من روايتهم لما تركونا، ولا احتاجوا دراسات وتنقيبا في آثار هررات وكابول. وربما احتاجوا مزيدا من العمال والزراعيين والمهنيين والسكان ليعمروا بلادا اخذوها من اصحابها وجاؤوا بقصة يحيطها الشك، والشك شرخ في الاعتقاد لا يمكن تجبيره، "سنثير العالم الإسلامي ضد البشتون لمجرد اساطير يهودية لا أساس لها... قال أبي".
في كلمة على الغلاف تقول إنّ هذه الرواية هي "قصة حب بدأت في لندن وانتهت في عمان، عشقٌ كبيرٌ من طبيبة افغانية هربت عائلتها الثرية الى لندن ومهندس فلسطيني هجّرت عائلته من القدس.
قصّة حب تقاطعت فيها تجارب التهجير القسري لعائلة المهندس، وهجرة عائلة طفلة أفغانية هربا من الصراع الديني والعرفي واضطهاد النساء.
صداقة كبيرة بين الشريفة الافغانية والتجارة اليهودية والقبول والتعايش مع انتشار الصوفيّة قبل ان ينقلب الحال الى رفض الاختلاف وانتشار التطرف واضطهاد كل مغاير".
ويذكر أن ليلى الاطرش هي إعلامية وروائية  صدر لها العديد من الروايات منها "وتشرق غربا"، في العام 1988، "امرأة للفصول الخمسة"، في العام 1990، "يوم عادي وقصص أخرى"، في العام 1991، "ليلتان وظل امرأة"، في العام 1996، "صهيل المسافات"، في العام 2000، "مرافئ الوهم"، في العام 2005، "رغبات.. ذاك الخريف"، التفرغ الإبداعي الأردني، في العام 2009 ، "أبناء الريح"، في العام  2012 ، "ترانيم الغواية"، في العام 2015 "مذكرات نساء على المفارق، (مذكرات شخصية) بيروت، في العام 2009.
كما حصلت على العديد من الجوائز منها جائزة الدولة التقديرية في الآداب في الأردن 2014، جائزة "جوردن أوورد" كأحسن روائية أردنية عن "رغبات ذاك الخريف" 2010.