الساعة 21 بالليل

ثقافة شعبية 2020/11/14
...

 ماجد عودة
 
قبل أيام نعت القصيدة الشعبية العراقية أحد فرسانها ومجدديها وهو الاستاذ الشاعر الكبير محمد جبار السعدي، الذي وافاه الاجل بعد صراع طويل مع المرض، وكان رحيله خسارة كبيرة، تضاف الى سلسلة الخسارات المتلاحقة، التي شهدنا فيها رحيل قامات شعرية كبيرة، آخرهم الشعراء جبار رشيد وصباح الهلالي وعادل محسن وكاظم عبدعلي- رحمهم الله-.
والحديث عن الراحل السعدي، ذو شجون؛ حيث تعرفت عليه في الثمانينيات في منتدى الشعراء الشباب في مدينة الصدر، الذي يضم آنذاك نخبة من الشعراء الشباب، الكثير منهم تصدروا المشهد الشعري في ما بعد واصبحوا نجوما في سماء القصيدة الشعبية.
وكان الشاعر الراحل محمد جبار السعدي بمنزلة الاخ الاكبر والمعلم، الى جانب عدد من الاساتذة الشعراء الكبار امثال فالح حسون الدراجي وجاسم التميمي ومحمود عاصي وحميد الكعبي وغيرهم، ممن ما زلنا نكن لهم الحب والاحترام والتقدير في غيابهم وحضورهم، اطال الله في عمر الاحياء منهم والرحمة والخلود لمن غادرنا الى العالم الاخر، لأننا تعلمنا من ألقهم وابداعهم، فكانت قصائدهم علامات فارقة في تاريخنا الشعري، ومن بينها قصيدة الراحل السعدي "الساعة ١٢ بالليل" التي نحب الاستماع اليها بصوته الدافئ الذي تتخالط فيه العذوبة والترافة والشجن وهو يتمايل طربا، أثناء قراءتها وفي كل مرة نشعر اننا نستمع اليها للمرة الاولى، حتى أصبحت واحدة من معلقات المنتدى، وبتنا نحفظها عن ظهر قلب ونرددها كلما استذكرناه، مستحضرين أيام المنتدى الذي شهد بداياتنا الاولى في الولوج الى عالم القصيدة الشعبية، التي نعتت بألم شاعرها السعدي وبقية الاصدقاء الشعراء الذين غادرونا،انا لله وانا اليه راجعون.