{سدرة المراد} شاهدة على التاريخ

الصفحة الاخيرة 2020/11/15
...

 الديوانية: عباس رضا الموسوي 
 
 
بشعرها الأخضر المنساب فوق جذعها المكسو بالقماش تبدو لك سدرة ( المراد) وانت تحدق فيها من بعيد، كأنها امرأة طال مكوثها على ضفة الفرات، الذي لربما أخذ منها عزيزاً، تنتظر قدومه فوق الموج الهائج منذ نحو 100 سنة. وسط مركز مدينة الديوانية نبتت تلقائياً هذه الشجرة قبل عقود من الزمن، على الضفة اليمنى من الفرات، واتخذت شهرتها بين أهالي الديوانية عندما حاول الانكليز في ثلاثينيات القرن الماضي قلعها، فتعطلت الآلة، بحسب الروايات التي ينفيها قصي الخزعلي (32 عاماً ) اذ يقول: منذ طفولتي وأنا أتردد مع جدي رحمه الله بين الحين والآخر على هذه السدرة لأغراض التبرك، مضيفاً ان" جدي اخبرني انها نبتت منتصف القرن الماضي، وكلما قلعتها البلدية دبت الحياة في عروقها من جديد". 
اما الباحث علي ادريس ( ٤٠ عاماً ) يشير الى أن" هذه السدرة تمتلك عدة اسماء اطلقها عليها أهالي الديوانية، منها (المراد - البركة - الغايب)، وأخذت شهرتها لقربها من الفرات، اذ تقوم نساء الأسر العريقة في الديوانية آنذاك، بايقاد الشموع عند الغروب استذكاراً للامام (المهدي) عليه السلام، ووضعها بصوان فوق الامواج بطقوس تنتهي بلف قطعة قماش خضراء (علك) على جذع هذه السدرة، التي اتخذت فيما بعد شهرة واسعة بلغت حد امتناع عمال البلدية عن قلعها، في حوادث عدة منها جرت سنة 2005 و2007.