صالح الكويتي.. المجدد في الموسيقى والغناء العراقي

الصفحة الاخيرة 2020/11/16
...

بغداد: نورا خالد 
في أجواء جمعت بين الفن والمعرفة، قدم الباحث الموسيقى ستار الناصر على قاعة الجواهري في الاتحاد العام للادباء والكتاب الاسبوع الماضي محاضرة بعنوان "صالح الكويتي المجدد في الموسيقى والغناء العراقي"، ادارت الجلسة الشاعرة سمرقند الجابري، تناولت المحاضرة حياة الأخوين صالح و داود الكويتي وتاثيرهما في الغناء العراقي مع نماذج غنائية وتحليل نقدي. 
 
ابتدأت الجلسة بتعريف الجابري بالناصر، اذ قالت" باحث موسيقي صدر له عدة كتب، فضلا عن دراسات وبحوث منشورة في المجلات المتخصصة، قدم العديد من المحاضرات في البصرة، الناصرية،ديالى، بابل والموصل كلها تتعلق بالموسيقى العراقية".  بعدها اعتلى الباحث ستار الناصر المنصة وسط ترحيب الحضور، ليبدأ الحديث عن الاخوين صالح وداود الكويتي بالقول" قدم هذان الفنانان الكبيران للموسيقى العراقية عطاء جماليا ثرا وهما من المجددين في العزف والتلحين الغنائي.
ليواصل الناصر حديثه " بدأ ولع الكويتي في الغناء والموسيقى منذ صغرهما، لاحظ ابوهما اهتمامهما، فطلب من خالهما شراء آلتين موسيقيتين لهما، فكان العود من نصيب داود والكمان لصالح، وبدأ الاثنان يتعلمان العزف ،مستعينين بجهاز الكرامفون ويستمعان لأغاني ذلك الزمان، فتعلما سريعا جراء حبهما الشديد للموسيقى والغناء، وبعد ذاك أخذا دروسا متقدمة في الموسيقى والعزف على يد الموسيقي الكويتي خالد البكر. 
 
الرحلة الى بغداد
وتابع الناصر "بعد أن ذاع صيتهما ذهبا الى بغداد، حيث تنتشر الملاهي الكبيرة التي تعج بالمطربين والمطربات الكبار واستقرا في "ملهى الهلال" وهناك تعرف صالح الكويتي على المطربة الكبيرة سليمة مراد وصار بينهما تعاون موسيقي امتد حتى هجرته القسرية 1951 بعد ان شهد رحلة فنان مبدع لا يتكرر".  قال صالح في أحد اللقاءات" كنت اقدم لسليمة مراد من شعر عبد الكريم العلاف في الاسبوع بين خمس الى ست أغنيات، فكانت تستقبلها بفرح غامر وتغنيها باداء جميل". 
وبين الناصر" أشهر ألحانه لسليمة هي اغنية "يعاهدني" اما الاغنية الاخرى التي جعلته مشهورا على نطاق واسع هي اغنية "كلبك صخر جلمود" حتى أن أم كلثوم أعجبت بها، حين زارت العراق طلبت أن تغنيها فغنتها ولكن للأسف ليس هناك تسجيل لهذه القطعة الاثرية النادرة". ولإضفاء جو من الطرب الجميل غنى الناصر بصوته هذه الاغنية.بعدها اكمل المتحدث محاضرته "استطاع صالح أن يحقق تطورا وتجديدا في الخطاب الموسيغنائي البغدادي وكذلك الريفي فيما بعد، حيث تعامل مع الاطوار الريفية التي تعلمها اثناء تنقلاته في المنطقة الريفية جنوب العراق". من أهم المطربات التي تعامل معهن الكويتي زكية جورج والذي لحن لها كل اغنياتها وجمعتهما قصة حب شيقة وكذلك لحن الى المطربة منيرة الهوزوز وزهور حسين وعفيفة اسكندر ومن المطربين حضيري ابو عزيز وداخل حسن وعبد الصاحب
 شراد.  
وأوضح الناصر "شكل صالح الكويتي حينما استقر في بغداد فرقة موسيقية لتكون الفرقة الأساس في الاذاعة العراقية، التي افتتحت العام 1936 ".
 
التجديد في فن صالح
 يعد صالح أمهر عازف كمان في الوطن العربي انذاك وكان يحمل ثقافة موسيقية وهذا ما أهله أن يضع الكثير من المقدمات الموسيقية للمقامات العراقية، التي كانت تخلو من ذلك تماما وبهذا فتح الباب على مصراعيه لظهور ما يمكن تسميته الأغنية المتقنة. أضاف الناصر جوا من البهجة والسرور على الجلسة حين ادى أغنية "على شواطي دجلة مر". 
منوها الناصر بمكانة صالح الموسيقية بين أقرانه، اختير ليضع الموسيقى التصويرية لاول فيلم عراقي" عليا وعصام "وبهذا وضع الاسس الموسيقية لمفهوم الموسيقى التصويرية، التي تحتاج الى ثقافة سينمائية موسيقية وفهم المسار الدرامي للفيلم". وكانت مسك ختام الجلسة اغنية " لسه فاكر" للكبيرة ام كلثوم بصوت الباحت ستار
 الناصر.