قرود «الساكي» تفضل صوت المدينة على ضوضاء الغابة

الصفحة الاخيرة 2020/11/20
...

ترجمة: ليندا أدور
 
ربما هم بطبيعتهم، ملائمون للتأرجح في الغابات المطيرة، لكن مجموعة من الباحثين، وجدت أن قرود حديقة حيوان فنلندية أظهروا تفضيلا “معنويا” لأصوات حركة المرور بدلا من ضوضاء الغابة. 
كجزء من تجربة لمعرفة كيف يمكن للتكنولوجيا أن تحسّن من رفاهية الحيوانات الأسيرة، قام الباحثون بإنشاء نفق مزود بأجهزة استشعار، لمنح قرود الساكي ذات الوجه الأبيض، في حديقة 
حيوان كوركياسآري بهلسنكي، الفرصة لاختيار الأصوات التي يرغبون الاستماع اليها كصوت المطر، وحركة المرور، وصوت الزن (موسيقى للتأمل والهدوء) وموسيقى الرقص.
تقول إلينا هيرسكيج دوغلاس، الباحثة بجامعة آلتو الفنلندية: «كنا نعتقد بأنهم سيستمتعون بالأصوات الهادئة، كموسيقى الزن، لكنهم في حقيقة الأمر، فضلوا صوت حركة المرور أكثر». 
تؤكد دوغلاس الى أن صوت المركبات الهادرة التي تمر أثبت على أنها الخيار الأكثر شيوعا لدى الحيوانات، التي كانت في بعض الأحيان تنام او تعتني ببعضها البعض داخل نفق الصوت، وهو أمر لم يفعلوه مع الأصوات الأخرى. 
تشير كيرسي بينونين، منسقة الأبحاث في الحديقة، بأنها تعتقد أن أصوات الطريق تحاكي الى حد ما وسائل التواصل الطبيعية للقرود، مضيفة أن: «في البرية تستخدم هذه القرود هسيسا وصريرا ونعيقا عالي النبرات للبقاء على اتصال، وهي الأصوات التي قد تسمعها ضمن ضوضاء حركة المرور».
قبل الآن، تم إجراء تجارب صوتية على حيوانات أسيرة، لكن يرى العلماء أن هذه التجربة هي المحاولة الأولى لمنح المخلوقات الحرية 
والسيطرة الكاملة على ما ترغب الاستماع اليه. في المستقبل يمكن للحدائق تزويد الحيوانات بمحفزات إضافية في حبسها، تقول دوغلاس: «على سبيل المثال، بإمكان الحيوانات التحكم في مستوى الإضاءة والحرارة ودرجة الحرارة» أو حتى ممارسة الألعاب. تشير بينونين 
الى أن حدائق الحيوان بعموم أنحاء 
أوروبا أبدت اهتماما بنتائج البحث، وان فريقها يبحث إمكانية نصب شاشات داخل النفق لتشاهدها القرود ان رغبت بذلك.
*صحيفة 
الغارديان البريطانية