{أنف كمبيوتري} لتكوين {متحف للروائح}

علوم وتكنلوجيا 2020/11/20
...

  كامبريدج: بي بي سي
 
يهدف مشروع أوروبي كلفته 2.5 مليون جنيه إسترليني إلى إنتاج الروائح "الكريهة والزكية" من ماضينا سواء تلك الروائح التي تتعلق بالثورة الصناعية، وحتى عطر ماري أنطوانيت.
وفي هذا الإطار، تساعد جامعة أنغليا راسكين الواقعة في مدينة كامبريدج شرق إنكلترا في بناء أرشيف للروائح من القرن السادس عشر إلى أوائل القرن العشرين.
وقال الدكتور ويليام توليت، مؤرخ الروائح الذي يتخذ من كامبريدج مقرا له، إنه نظرا لأنَّ الروائح أساسية في الحياة اليومية فإنها "تستحق أن يكون لها ارشيف".
وسيتم نشر النتائج عبر الإنترنت وفي المتاحف في جميع أنحاء أوروبا العام المقبل.
وسيجمع مشروع أوديوروبا المؤرخين وخبراء الذكاء الصناعي والكيميائيين والعطارين من هولندا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا وسلوفينيا وبريطانيا.
ويأمل أنْ يعيد هؤلاء تخليق الروائح التي تحاكي العمليات الكيميائية وعمليات التصنيع التي تفوح منها رائحة الثورة الصناعية.
وقال الدكتور توليت: "نتخيل أنَّ الماضي كان مكاناً كريه الرائحة، فنحن نعيش في عالم أنظف وأجمل كثيراً اليوم، ولكنَّ إحدى نقاط المشروع هي إبعادنا عن فكرة أنَّ الماضي كان برمته نتن الرائحة، ومحاولة تشجيع الناس على التفكير في الروائح الكريهة والعطرة".
وأضاف قائلاً: "لقد أظهر (كوفيد – 19) الآثار السلبية العميقة التي يمكن أنْ يحدثها فقدان الشم، أحد أعراض المرض ومن آثاره الجانبيَّة، على صحتنا العقلية والجسدية، فقد سلط الوباء الضوء على هشاشة محيطنا الحسي والحاجة إلى الحفاظ على الروائح التي لها قيمة في المجتمعات".
وسيستخدم المشروع الذكاء الصناعي لأجهزة الكمبيوتر للعثور على إشارات لروائح مثل العطور المضادة للأمراض والتبغ في منتجات تاريخية سواء في الأدب أواللوحات الفنية.
وقالت الجامعة التي يقع مقرها في كامبريدجشير وإسكس، إنها ستحاول بعد ذلك إعادة تخليق الروائح بمساعدة الكيميائيين والعطارين.
وقال البروفيسور بيتر بيل، أستاذ العلوم الإنسانية الرقمية في جامعة فريدريش ألكسندر في إرلانغن بألمانيا: "نريد تعليم الكمبيوتر أن يرى الرائحة، فهدفنا هو تطوير أنف كمبيوتري قادر على تتبع الروائح وتجارب حاسة الشم في النصوص الرقمية على مدى 4 قرون ومن خلال 7 لغات".