احمد الفرطوسي
بعد أن استغنى عنه الكثير من دون تقصير منه؛ عاد من جديد ليفرض نفسه وبشكل مميز، بعد أن ثبت تقصير البديل وعدم نكهة رغيفه، كما يجمع القرويون والمدنيون، فضلا عن كلفته المادية، ولذلك عاد التنور الطيني إلى عهده القديم، وبصفة جديدة، وهي المخابز الطينية المنتشرة في عموم مناطق المدن المختلفة .
أنواع الأفران
ويزداد اليوم الإقبال على التنور الطيني، على الرغم من التطور والحداثة والتغيرات التي شهدها العراق، من أفران كهربائية في إنتاج الخبز، بمختلف الأنواع، اذ يلجأ ساكنو المدينة إلى شرائه من هذه المخابز، إضافة إلى البيوت التي تعمل بتنور الحديد .
أم عايد وهي ربة بيت، تقول لـ"الصباح":" إن تنور الطين لم يفارق منزلها أبداً رغم كل الظروف؛ فهو يعني البركة والخبز الحار الشهي"، مضيفةً" أما تنور الحديد، سواء كان غازياً أو كهربائياً، فرغم سهولة استخدامه، اذ انه لا يحتاج إلى جمع الحطب، ولكنه لا يضاهي تنور الطين في طعم خبزه وجدواه الاقتصادية".
فرن صحي
بينما قالت أم راضي، وهي امرأة ريفية، :إن طريقة صناعة التنور الطيني، تقوم على بناء التنور وتثبيته على الأرض على شكل دائرة، وحسب الحجم المطلوب، ثم نقوم بوضع مادة الطين على شكل طبقات، يومياً، أي كل يوم مرحلة أو طبقة، حتى يجف تباعاً". وأضافت" ثمّ تصنع له دعائم جانبية، من مادة الطين أيضاً، ومن ثمّ يفخر، ليكون جاهزاً للعمل".
ويبدي المواطن حسين عبد نور شياع، ميله لـ"خبز تنور الطين على تنوري الغاز والكهرباء داخل بيته، بسبب نكهته الخاصة، التي لا تتوفر بتنوري الغاز و الكهرباء، وكذلك كونه اقتصادياً وأكثر أماناً"، مشيراً إلى" أن التعامل مع التنور الغازي له مخاطره الكبيرة، وقد يؤدي إلى نشوب حريق، فضلاً عن أضرار فرنه الصحية".
اقبال
وأضاف شياع في حديث لـ"الصباح":" راج التنور الطيني، مؤخراً، بعد أن شاع استخدامه، خاصة في السنوات الأخيرة، اذ باشرت الأفران باستخدام التنور الطيني، ما دفع الأهالي للإقبال عليه وشراء الخبز من هؤلاء الخبازين، بسبب سهولة الحصول على خبز بنكهة تنور الطين".
من جانبه، يقول كامل خنياب، وهو صاحب معمل لصناعة وبيع التنانير الحديد، "نقوم بصناعة التنانير الحديدية بمختلف الأحجام، منها ما يكون عازلاً، و غير عازل، وتتراوح أسعارها بين الـ 25- 120 ألف دينار"، مبيناً" يتم استخدام التنور الطيني بكثرة في المدينة لغرض الخبز أو شي الأسماك".
أكثر رغبة
و يضيف خنياب" في السابق، لم يكن هناك تنور من الحديد، إذ يستخدم الأهالي تنور الطين، الذي يحمل العديد من الفروقات في نوع الخبز ونكهته، اذ تتم فيه حالة احتراق تام وخالٍ من أول أوكسيد الكاربون، وهو غاز سام، ولذلك يكون خبز التنور الطيني، مرغوباً مثل الشاي الذي يحضّر على الفحم، فيكون مرغوباً أكثر من الشاي الذي يتم تحضيره على طباخات الغاز"، متابعاً القول:" مع تطور الزمن، أصبح لدينا تنور الحديد، الذي يكون فيه الاحتراق غير تام وتوجد في الخبز فقاعات هوائية ورطوبة، ولذلك تكون الرغبة إلى خبز تنور الطين أكثر من الحديد".
ونوه صاحب المصنع بأن" أهل المدينة يرغبون بخبز تنور الطين أكثر من غيره، ويشترونه من المخابز الطينية التي أصبحت اليوم منتشرة في المدينة؛ ومع ذلك هناك إقبال على تنور الحديد ".
ويرى محمد مسلم تركي، وهو صاحب مخبز" إن الطلب على الخبز بتنور الطين، يشهد إقبالاً كبيراً، ونحن نقوم بتحضير ثلاثة أنواع من الخبز: العادي وباللحم وخبز الشعير، الذي يعد مرغوباً لدى المصابين بمرض السكري"، والخبز بالتنور الطيني له نكهة تختلف عن تنور الحديد وكذلك الكهرباء، فضلاً عن سهولة العمل بتنور الطين".
بينما يقول المواطن محمد رحيم "إن والدته تفضل الخبز بالتنور الطيني، اذ إن خبزه طيب ولذيذ، ولذلك نحن نقوم بشرائه من المخابز، التي تعمل بتنانير الطين ".