تحويل الخرائط القديمة الى صور أقمار صناعيَّة

علوم وتكنلوجيا 2020/11/23
...

  ترجمة: شيماء ميران
 
هل كنت تتمنى أنْ يعود بك الزمن الى الستينيات؟، وهل بإمكانك أنْ تضع خرائط (غوغل ايرث) للمناطق كما كانت قديماً؟، طبعاً لا. لكن ما يمكن فعله هو عرض خرائط قديمة كصور أقمار صناعيَّة شبيهة بصور غوغل.من الممتع دائماً النظر الى الخرائط القديمة، وتخيّل كيف كانت تبدو الحياة بالنسبة لأولئك الذي عاشوا قبل مئات بل وحتى آلاف السنين. لكنْ من الممتع أكثر أنْ نكون قادرين على تصور ما قد تبدو عليه تلك الخرائط من خلال منظور حديث.
وعن طريق استخدام الذكاء الاصطناعي أصبح اليوم بإمكاننا رؤية كيف تغيّرت المناطق المختلفة عبر الزمن، إذ تم تحويل الخرائط والصور القديمة، إذ أصبحت تبدو أكثر شبهاً بصور الأقمار الصناعية الحديثة، من خلال إعطائها شكلاً أكثر واقعيَّة.
وبحسب ساينسمينت فهذا هو بالضبط ما توصل إليه (هنريك أندرادي) الطالب في كلية البوليتكنيك بجامعة بيرنامبوكو، واحدة من أقدم عشر كليات هندسية في البرازيل.
فقد ركز لفترة من الزمن على فحص خرائط مدينة مسقط رأسه ريسيفي، ويقول: "لقد جمعت جميع تلك النسخ الرقمية للخرائط، وانتهى بي الأمر الى أني اكتشفت أشياءً عن مدينتي غير معروفة للجميع. أعتقد أنَّ سكان ريسيفي قد حرموا من الوصول الى ماضيهم، ما زاد صعوبة الأمر عليهم في معرفة من هم، وما الذي يمكن القيام به لمستقبلهم".
كان هذا عندما خطرت لهنريك فكرته العبقريَّة طرحها على أستاذه في الجامعة (بورنو فيرنانديز)، وأشار إلى أنه يريد استحداث خوارزمية تعلّم آلي يمكنها أنْ تأخذ الخرائط القديمة وتحولها الى صور أقمار صناعية شبيهة بغوغل.
ويعتقد بذلك أنَّ الناس سيصبحون أكثر وعياً بتغيّر استخدام الأرض عبر مرور السنين، وكيف أنَّ للتمدن تأثيراً اجتماعياً واقتصادياً.
ولتحويل فكرتهم إلى واقع، استخدموا تطبيقاً إبداعياً موجوداً للذكاء الاصطناعي يسمى (Pix2pix)، وهو يعتمد على شبكتين عصبيتين، الأولى تُنشئ صوراً تعتمد على مجموعة مدخلات، والأخرى تتأكد من أصالة الصورة المتولدة، قبل تحديد ما إذا كان التركيب أكثر خداعاً أو واقعيَّة من ناحية المظهر.
يتم هذا بصيغة تحقق من الجودة. إذ تقوم كلتا الشبكتين بخداع إحداهما الأخرى، وبالنتيجة تقومان بإنشاء صورٍ تبدو واقعيَّة بناءً على البيانات التاريخيَّة المقدمة.
تعتمد التقنية المستخدمة على شبكات ظرفية مشروطة، وهي صيغة من صيغ الحلول ذات الأغراض العامة التي تترجم صورة الى صورة. ما يعني أنه بالإمكان تطبيقها أيضاً على أشياء مثل الرسومات واللوحات وحتى المخططات.
ففي دراسة هنريك وبورنو، استخدموا خريطة لمدينة ريسيفي تعود إلى العام 1808 وأنشأوا صوراً تشبه الصور الحديثة لتلك المنطقة اليوم.
يقول هنريك: "حين تنظر الى الصور تُدرك بنحو أفضل مدى تغيّر المدينة خلال 200 سنة. فجغرافيتها تغيّرت جذرياً، إذ أدت مكبات النفايات الى تقلص الكتل المائيَّة، والمناطق الخضراء التي أزيلت بفعل النشاط البشري".
ووفق تقرير ساينسمينت، وبحسب قول هنريك فإنَّ إحدى فوائد استخدام هذا الأسلوب هو أنه لا يتطلب حجم إدخال كبيراً. ومع ذلك يشير التقرير الى أنَّ المدخلات تتطلب بعض المحتوى التاريخي، وأنَّ دقة الصور التي ينشئها أقل بكثير مما يفضله الباحثون.
يوضح هنريك بأنه: " نحن ومن الآن نعمل على تحسين دقة الصور وإجراء تجارب على مدخلات مختلفة. والمثير في الامر إنَّ هذا الأسلوب الجديد في إنشاء صورة حديثة للماضي يمكن نشره في جميع أنحاء العالم".
عن The Vintage news