المتجاوزون: الأمطار تسببت بأضرار كبيرة لمنازلنا

ريبورتاج 2020/11/25
...

احمد الفرطوسي
 
طالب عدد من المواطنين الذين يقطنون أحياء التجاوز او ما يسمى بالعشوائيات الحكومة بتوفير بديل آمن لهم ولاسرهم، بعدما تسببت الأمطار التي هطلت على معظم مناطق العراق،بانهيار وتلف مساكنهم، بالإضافة إلى انعدام مجاري التصريف في مناطق سكنهم، وانقطاعهم عن المدن الأخرى بسبب الطرق غير المعبدة وصعوبة تنقلهم إلى أعمالهم اليومية، وللوقوف على ابرز ما يعانيه أصحاب هذه المنازل كانت لـ"الصباح" هذه الجولة في بعض أحياء العشوائيات والتي أصبحت عبارة عن مستنقع وبرك للمياه لعدم وجود مجارٍ لتصريف المياه.
 وجهتنا الأولى كانت مع المواطن رافع عاجل الذي حدثنا عن معاناة اسر وأطفال هذا الحي الصغير قائلا" منذ عام 2004 وحتى الآن نحن نسكن في هذا المكان وليس لدينا ابسط مقومات الحياة والخدمات، اذ سحبنا الكهرباء عن طريق أعمدة خشبية وهي ضعيفة جدا لا تكفي لتشغيل سخان ماء، أما الأمطار في هذا الموسم فدمرت بيوتنا ودخلت المياه إلى غرفنا وغرق الحي بالكامل، إذ لا توجد هناك مجارٍ لتصريف المياه، كذلك   لا توجد طرق سالكة لنا ولأطفالنا، ناهيك عن انقطاعنا عن المستشفيات والمدارس والأسواق، نحن الآن مناطق منكوبة بحاجة إلى وقود لغرض تشغيل المدافئ وحملة بلدية لفرش الطريق الرئيس بـ"السبيس"".
 
مصائب قوم
يرددأبو احمد (كاسب) مقولة"مصائب قوم عند قوم فوائد"، اذ يقول لـ"الصباح" المطر رحمة من الله سبحانه وتعالى ولا اعتراض على أمره، لكن نعترض على إهمال الحكومات المتعاقبة لتوفير بديل لهذه المساكن، اذ يتكلم بمرارة عن معاناة أهالي الحي من حرارة الصيف لعدم توفر الكهرباء والمعاناة ذاتها في فصل الشتاء، فهل عجزت الحكومة عن بناء بيوت واطئة الكلفة للفقراء والمتجاوزين في اغلب مناطق المثنى، والكلام ما زال لابي احمد " سمعنا كثيرا وزارنا العديد من المسؤولين في موسم الانتخابات لكن المشكلة، انك لا تراهم عندما ينتهي السباق الانتخابي، ولكن التفاؤل موجود في الحكومات المقبلة بالالتفات لهذه الشريحة المهمشة".
 
صورة الشهيد
احد البيوت المتضررة من الأمطار كان لأحد اسر الشهداء، اذ استقبلتنا ام محروس بالحديث عن معاناتهم في عدم تخصيص قطعة ارض لاسرة الشهيد ولا راتب تقاعدي، اذ تعيش والدته وزوجته وطفلاه على مساعدات الميسورين من أبناء المدينة وبعض المعونات من مؤسسة العين لرعاية الأيتام، وأكدت بأن "هناك الكثير ممن زاروا هذا البيت وشاهدوا معاناتنا ووعدونا خيرا، لكن لم يتم شمولنا براتب الشهيد الذي ضحى بدمه من اجل الدفاع عن ارض العراق في حربه ضد داعش عام 2015".
 
للحكومة المحليَّة رأي
مصدر في الحكومة المحلية رفض الكشف عن اسمه قال في تصريح لـ"الصباح "دفعت الظروف المأساوية التي يعيشها العراق ومن بينها ارتفاع نسبة البطالة وأزمة السكن، ملايين العراقيين إلى اتخاذ الأراضي الحكومية والدوائر الفارغة مأوى لهم، شيدوا عليها مساكن بسيطة في بغداد والمحافظات، أطلق عليها "العشوائيات" موضحا " أنّ هناك اسراً ليس لها مأوى أجبرت على السكن في العشوائيات، ونحن معهم في مطالبهم في توفير البديل لهم من خلال إنشاء مجمعات سكنية واطئة الكلفة تخصص لهذه الشريحة".
 
مخالفة قانونيَّة
وجهتنا الاخيرة كانت مع الحقوقي علي حسين البركي اذ يؤكد بأن "الدولة لها حقوقها وكذلك المواطن، لذلك فإن إقرار قانون العشوائيات سيحل الخلاف الموجود اليوم، بعد ما أصبح الموضوع قضية رأي عام".
مبيناً "أن هذا القانون لا يزال موضع نقاش، وبالتالي فإن كل الكلام الذي يصدر في وسائل الاعلام عن تفاصيل القانون غير صحيح، لوجود لجنة متخصصة هي التي تعطي رأيها بالقانون
 وحيثياته".
 ويؤكد البركي "أن هذا القانون مهم جداً ويحتاج الى صياغة جديدة تتناسب مع مطالب المواطنين، كما أن البرلمان يلزم الدولة بإيقاف إجراءاتها ضد العشوائيات لحين إصدار هذا القانون،  منوهاً  بوجود عدة حلول لسكان تلك العشوائيات، أما بالتعويض أو التمليك، وأي مقترح يخدم المواطن سيؤخذ به".
يذكر بأن ثلاثة ملايين مواطن يعيشون في الاحياء العشوائية في عموم العراق بحسب احصائيات رسمية،  تتصدرها بغداد، بحاجة الى حلول آنية وجذرية خصوصاً وفصل الشتاء ينذر بموسم امطار
 غزير.