مَنْ المسؤول عَنْ العمل الدرامي ؟

الصفحة الاخيرة 2020/11/25
...

 رضا المحمداوي 
 
 
تعرّضتْ بعض الأعمال الدرامية المعروضة في رمضان الماضي الى هجمةٍ من الانتقادات وموجات من الانطباعات السلبية، عَكَسَتْها آراء ووجهات نظر رصدتْ العديد من نقاط الضعف في مضمونها، وعدم القبول عن المستوى الفني العام الذي ظَهَرَتْ فيه.
وفي المسافة الطويلة بين مسؤولية الناقد وطروحاته الإجرائية وبين العمل الدرامي المعروض على الشاشة، الذي يميل عادةً إلى التسطيح يبرزُ السؤال النقدي: مَنْ يَتحمَّلُ مسؤولية العمل الدرامي المعروض على 
الشاشة؟
المؤلف ام المخرج؟ واين تكمنُ مسؤولية الممثل؟ هل سيبقى يُردّدُ ببغاوياً  ما مكتوب على الورق ويُنفّذ أوامر وتعليمات المخرج، من دون أنْ يكون له موقف خاص إزاء حزمة الأوراق التي بين يديه ؟
أم أن المسؤولية الأولى والأخيرة تقع على إدارة القناة التلفزيونية باعتبارها الجهة الممولة للإنتاج؟ تلك القناة التي ستختارُ ما ينسجمُ وسياستها الإعلامية ويُحقق بعض أهدافها. 
 وستبدو هذه الجهات وأركان الإنتاج، في أكثر الصور وضوحاً عندما يتعلّقُ الأمر بمسلسل يثير الجدل بمضمونه العام، ويُصبحُ  موضعَ خلافٍ مُحتدم بين الجمهور العام من المتلقين، وبالمحصلة النهائية ستجدُ القناة المُنتجة لمثل هذا النوع من الأعمال الدرامية نفسها أمام قناعات ونتائج متباينة، فأمّا أنْ تركن إلى قناعة مفادها أنَّ الجدل والاختلاف والمشاكسة وخرق المعتاد والمألوف في أعمالها المنتجة سيُحقق لها أحد مستلزمات النجاح، والحضور الجماهيري الفني اللافت من خلال جذب وكسب أكبر عدد من المشاهدين ومن ثم تكريس تميزها وخصوصيتها بين القنوات المتكاثرة، أو ربَّما سينعكسُ كلُّ ذلك سلباً على تلك القناة وإشاعة عدم مقبوليتها بين الجمهور العام ومن ثم عزوف الجمهور عن مشاهدتها ومتابعتها وبذلك تكون قد خَسرتْ جمهورها.