سريع الحفظ والتعلم يتمتع بخيالٍ واسعٍ، فهو يصف ما يرى بشكلٍ أنيق، يؤلف الأغنيات، يعشق تعلم اللغات، يفهم معنى التجويد ويحفظ عدداً من سور القرآن الكريم، اختارته مؤسسة (الجيل الجديد) السورية سفيراً للثقافة، إنه الطفل العراقي أحمد محمد عبد الودود.
حصل النابغة أحمد على هوية من قبل الاتحاد العربي للقبائل في البلاد العربية/ فرع العراق، التي تدعم الكفاءات العراقية، ومن سيرة الموهوب أيضا أنه حاصلٌ على بطاقة عضوية من مجلة (جدو حاتم وماما هيام والاطفال) بعد أنْ وصفوه بالفنان الشامل .
وصفه سفير الطفولة في العراق الفنان هاشم سلمان «بأنَّه يتمتع بعين فوتوغرافية حافظة، بعد أنْ صور معه حلقة خاصة في برنامجه».
في العام الثاني من عمره اكتشف والدا الطفل أنَّ لديه موهبة الحفظ السريع والقراءة والكتابة باللغة الانكليزية، لم يقفا
مكتوفي الأيدي حيال موهبة ابنهما، إذ وفرا له كل مستلزمات التعليم والمعرفة من أقلام ملونة وسبورة ولوحات إيضاح وبعض القصص والألعاب التعليميَّة، وفق ما تقول ولدة الطفل وتضيف: «زاد ولعه بالألعاب التعليمية، لا سيما التي تحوي كلمات أو حروفاً إنكليزية، أذكر حينها كان في العام الثالث من عمره ثم تطورت موهبته في القراءة والحفظ أكثر عند تعلقه بالهاتف الذكي، فأصبح يقرأ كل ما يجده أمامه وباللغة الانكليزية، من دون أن يتلقى التعليم من أحد».
أم أحمد أكدت أنَّ «صغيرها الموهوب
كان يستمتع بمشاهدة البرامج التعليمية فقط»، وتضيف «كنت أساعده ليتابع
البرامج التي تعلم صغار السن كيفية كتابة الأحرف ونطقها من خلال
الاستعانة ببرنامج البحث (غوغل)
وأخذنا على عاتقنا تنمية موهبته هذه، فوالده كان يتحدث معه باستمرار باللغة الانكليزيَّة».
والد الطفل أحمد من جانبه تحدث عن مواهب طفله المتعددة: «كنا في مصر حين ولد أحمد مع توأمه نزار، الذي لا يملك من موهبة أحمد شيئاً، حتى أصبح الطفلان بعمر
الرابعة، فأصبح جبرياً إدخالهما في منهج الدراسة، ولأنَّ الروضة تعدُّ من ضمن المنهج الدراسي هناك قمنا بتسجيل الطفلين في الروضة، وفي تلك المرحلة كان أحمد يعرف القراءة والكتابة باللغة الانكليزية،
فقط وبلفظ صحيح، إذ لقي إعجاباً
وترحيباً من إدارة ومعلمات الروضة، خاصة أنها كانت تابعة لمدرسة لغات،
ولأنَّ الطفلين عراقيان أجبرنا على أنْ ندفع على الطفل الواحد 1700 دولار، هذا طبعاً
بعد إجراء اختبار، فكان احمد الطفل الوحيد من بين الاطفال العرب يحصل على درجة سوبر ممتاز، خاصة أنه أخذ يسأل التدريسيين ويجيبهم، فحصل على شارة الطفل
المميز».
عبد الودود تحدث عن معوقات كثيرة صادفت مسيرة أحمد التعليمية في مصر: «لأن ابني يعرف جميع الأحرف والأرقام الانكليزية فإنه رفض الجلوس في الدرس، لأنه يرى أن المعلمة لم تضف له شيئاً، فأصبح يرغب باللعب في باحة الروضة ويبكي كثيراً».
ويضيف: «اتصلت إدارة الروضة بوالدة احمد وامرتنا بالجلوس مع الطبيب النفسي، الذي قال عنه انه يعاني من مرض التوحد، فأجبرتنا مديرة الروضة على مراجعة
مركز صحي خاص بالاطفال، والطبيب النفسي هناك اختبره باللغة الانكليزية وأعجب بمهارته في الالقاء والاجابة، وبعد ان سأله باللهجة المصرية، تلعثم احمد ولم يعرف الجواب كونه لا يعرف اللهجة المصرية، فكتب الدكتور انه سليم ولا يعاني
من اي مرض، وانه بحاجة الى الدخول للروضة والاختلاط وتعلم اللغة
العربية، دخل احمد معهدا لتعليم اللغة العربية، وخلال اسبوع واحد، أصبح يقرأ ويكتب الأحرف الابجدية والأرقام العربية الثنائية والثلاثية والرباعبة، ومرة أخرى يحظى بإعجاب التدريسيين، وأخذوا ينادونه بالطفل المعجزة، فأصبح يقرأ كل ما يقع تحت عينيه سواء باللغة العربية ام بالانكليزية، وهو في السنة الرابعة والنصف من عمره، وعند إعادته الى الروضة رفضته الإدارة، ولم نتمكن من استرجاع أقساطها وحتى اليوم، لم نعرف السبب هل لكونه عراقياً أم ماذا؟».
والدة الموهوب أحمد عادت لتقول بحسرة: «ضاعت عدة سنين من عمر ابني في الغربة سدى، من دون أنْ يتلقى تعليماً أصوليا ينمي موهبته، لا سيما انه اليوم يبلغ من العمر ستة أعوام». وتشير الى أنها «اضطرت للعودة الى العراق لأرمي طفلي بحضنه، عسى أنْ يحظى بمدرسة خاصة للموهوبين تنمي قدراته».