فصل ثلاثي

ثقافة شعبية 2020/12/05
...

حمزة الحلفي 
جراخ السجاجين مهنة جاءت الينا قبل او اثناء الاحتلال العثماني للعراق، حتى سمي كل الذين يشتغلون هذه المهنة بالأزبكي.
ولهذا الازبكي حكاية عجيبة في دربونتنا، إذ حدث ذات يوم من ايام تموز الحارة، حين دخل ( الجراخ) حاملا عدته ويصيح بصوت واهن( جراخ سجاجين ..جراخ سجاجين) حتى توسط الدربونة واضعا حمله الثقيل امام بيت جباره، لتأتي اليه جارتنا ام طارق واعطته سكينها ليشحذها وباشر صاحبنا بعمله وهو يردد بصوت خافت( استفتاح خير يارب العالمين)، اثناء ذلك حدثت مشاجرة بين اثنين من الشبان في المنطقة من اجل فتاة اشترك الاثنان في حبها، فضرب الولد الذي اسمه حامد بكفه وجه غريمه وليد، الذي ركض من فوره الى(الأزبكي) ليستل من بين يديه سكينة ام طارق ويطعن حامد بظهره طعنة خفيفة. لكن منظر الدم الذي وشح ملابسه حول المشهد الى رعب حقيقي وتطورت المشكلة بين الاهل بمواجهة كبيرة وسرعان ما انفضت بتدخل الاخيار بعد ان استطاعوا بعد عناء الحصول على مهلة (عطوة) لثلاثة ايام من بيت ابو حامد لتكون بعدها الجلسة التصالحية بين الاثنين.
المشكلة ان ابا حامد معروف لدى المنطقة بجشعه وطمعه وحبه للمشكلات، ما عقّد الخطوات التي تبناها الوسطاء الذين يريدون السعي بالخير من اجل حلّ القضية بأبسط التكاليف لعلمهم الثاني بوضع حال ابو وليد وعوزه الدائم اضافة لطيبته وخلقه الراقي اللذين شفعا له عند المتدخلين بفض النزاع.
 وعندما حان موعد الفصل وجاء من جاء صحبة عشيرة الرجل ابو المعتدي من وجهاء وسادة وشيوخ علهم يخففون من غضب ابو حامد المفتعل، والذي على ما يبدو كان مبتهجا لما حدث لابنه وما سوف يدر عليه هذا من مكسب اضافي، جاء بمصادفة سعيدة. وعند دخول جمع الرجال الى مكان الفصل استقبلهم صاحبنا بوجه واجم اين الباقين؟ اجابه احدهم والعيون تسارعت بنظرات الاستغراب من تقصد ابو حامد؟ اجابه على الفور اولا عشيرة ام طارق ثم عشيرة (الجراخ) لأنهم (مسببن) بالضربة ولولا وجودهم ماحدث هذا لابني .
 (يعني شلون )؟ قالها ابو وليد مستفهما، فرد عليه (يعني العشاير ثلاثتها تفصلني)!