تقع ناحية التون كوبري التابعة لقضاء الدبس على بعد أربعين كيلو مترا شمال مدينة كركوك، وتطل على نهر الزاب الصغير، الذي يشطرها عند نهاية مساحتها، لتكون بذلك من اكثر المناطق في المحافظة، التي تشتهر بالزراعة، اذ يسكنها خليط من قوميات كركوك وتتميز بموقعها الستراتيجي، كونها موقع الوصل بين الشمال والجنوب، وتعكس على اجوائها الرطوبة المنبعثة من نهر الزاب.
حيث تتلألأ أشعة الشمس صباحا في مياهه العذبة، ويقال إن سر تسمية المدينة بهذا الاسم هو لكثرة وجود الماء فيها (آلتون صو كوبروسي)، أي جسر الماء الذهبي، فضلا عن روايات أخرى بشأن 

التسمية. 

 

اتساع المناطق الزراعيَّة

قائممقام ناحية التون كوبري عبد المطلب نجم الدين أكد لـ"الصباح" أن "كوبري فيها 36 قرية و40 مقاطعة زراعية، وتشتهر بالزراعة والصناعة وصيد الاسماك، وتتمتع بخاصية كثرة المناطق الخضراء نتيجة محاددتها، لنهر الزاب الذي يعد من روافد نهر دجلة، ويتميز بمائه الرقراق وعذوبة المذاق، ولكون اكثر الاهالي فيها يمتهنون الزراعة، فهو يطالب الجهات المعنية بالاهتمام بالفلاحين فيها بالدعم والقروض الزراعية، علاوة على الاهتمام بمربي الثروة الحيوانية والثروة السمكية".

وبين "ان احتياجهم الاهم هو توفير زيت الغاز لاستخدامه في تشغيل المشاريع الاروائية، من اجل سقي الاراضي الزراعية وتوفير حاصل زراعي على مدار مواسم السنة، اذ تتمتع الناحية بأجواء مميزة، ووجود ساحل قرب النهر يجعلها تمتلك خاصية سياحية، الا أنها تفتقر لذلك بسبب

اهمالها". 

 

مشاريع ولكن

وعن الخدمات والمشاريع المنفذة في الناحية أكد نجم الدين أنه "يطالب ادارة محافظة كركوك بزيادة حصة الناحية من المشاريع الخدمية في ميزانية العام 2021، لأنها تفتقر الى الخدمات، خاصة في مناطقها قرب مركز واطراف الناحية، فضلا عن الاهتمام بالجانب السياحي لأن أجواءها تشجع على ذلك، فضلا عن انشاء مشاريع استثمارية فيها لتعود بالفائدة على

اهلها".

واكد ان "التون كوبري يشقها الطريق الذي يربط اربيل بكركوك، وصولا الى طريق بغداد-كركوك الذي يؤدي الى العاصمة بغداد والمحافظات الاخرى، ويربط الطريق الذي يقطعه نهر الزاب جسر التون كوبري ذات الاهمية كبرى في تنشيط الحركة الاقتصادية وحركة نقل البضائع والمواد الغذائية والزراعية بسيارات الحمولة والشاحنات، وقد تعرض الجسر للضرر اثناء احداث 17 / 10 / 2017 مما ادى الى فتح تحويلة في الطريق لاستمرارية حركة العجلات الاضطرارية، لكن زادت من المساحة المقطوعة من قبل العجلات للوصول الى مدخل اربيل بوقت اطول من عبور الجسر، وان الجهود الخيرة من قبل ادارة كركوك والقائمين على صندوق الاعمار ودائرة الطرق في المحافظة، اعدوا مشروعا لإعماره وتم انجاز بممر الذهاب وافتتاحه قبل فترة، وتم انجاز اعمار ممر الاياب نحو كركوك وتم افتتاحه، لتعاد سلاسة الحركة التجارية والنقل والمسافرين بين المحافظات واقليم كردستان، ما يحقق مردودا اقتصاديا، وينشط الحركة التجارية، ولكونها تشتهر بانتاج المحاصيل الزراعية، وان اعمار الجسر يساعد في حركة نقل المحاصيل، وبالتالي تحقيق مردود اقتصادي ايضا وتوفير فرص 

عمل".

 

"اورطة يغه"

الإعلامي اتيلا اغا أكد لـ"الصباح" أنه "لكونه من سكنة الناحية، فإنه يرى أن مدينته تحتاج الى الاهتمام، ومن جميع الجوانب واستغلال مميزاتها، وان الكثير من الخدمات تنقصهم اكساء الشوارع في الإحياء والمدارس وخدمات أخرى".

وأضاف ان "ناحيته كانت قديما ميناء توزيع للبضائع والمنتوجات الزراعية الآتية من شمال العراق وتذهب نحو وسطه وجنوبه وبالعكس، يسمى ميناء "اورطة يغة" وتقع في المنتصف وبقصدها أصحاب التجارة ويصل اليها المتبضعون والتجار والزراعيون، عن طريق "الكلك" كون نهر الزاب، يتميز بمساحة عرض اكثر من الوقت الحالي، وتحوي الزاب وتوزع فيه الحبوب والبذور والمنتجات، ومن ثم جسر القديم او ما يسمى الجسر الهندي، الذي ساعد في ترويج التجارة سابقا، ويعرف اهلها بامتهانهم الصناعات اليدوية، باستخدام مواد أولية طبيعية متوفرة من اخشاب الاشجار وسعف النخيل، فيصنعون السلال والادوات المنزلية وقد تلاشت في الوقت الحاضر بعد ظهور الصناعات

الحديثة".

واضاف "ان المدينة تحتوي على مزارات دينية لبعض الشيوخ وممن عرفوا بالورع الديني سابقا، منها مزار سلطان اوزبك، ومزار امام رجب، وإمام الابواب الاربعة وائمة 

آخرون.