وزارة الزراعة تستعد لتطبيق الخطة الشتويَّة
ريبورتاج
2020/12/08
+A
-A
سها الشيخلي
تقوم وزارة الزراعة بالتعاون مع وزارة الموارد المائية بإعداد الخطة الشتوية في الخريف والخطة الصيفية في الربيع، إذ تتمثل هذه الخطط برسم السياسة الزراعية والاستعداد للموسمين الصيفي والشتوي، إذ ناقشت باجتماع مشترك ضم كلا من وزارتي الزراعة والموارد المائية الخطة الشتوية لموسم 2020 – 2021.
التزام
تحدث لـ {الصباح» وكيل وزارة الزراعة الدكتور مهدي سهر الجبوري عن مفردات الخطة الشتوية فقال: «مع بدء موسم الاستزراع الشتوي اتفقنا مع وزارة الموارد المائية لزراعة 5 ملايين دونم للاراضي المروية، وفي العام الماضي كانت المساحة المزروعة ستة ملايين ونصف المليون دونم، اذ تم خفض الكمية تحسبا لشح الموارد المائية او نقص في الامطار، ونعد هذه الخطة ايجابية وجيدة جدا، إذ توزعت الكمية بأربعة ملايين وأربعمئة ألف دونم للحنطة، والشعير أربعمئة الف دونم، ومحاصيل الخضر (200) ألف دونم، وتم التأكيد بالاتفاق مع الموارد المائية بعدم الزراعة داخل حدود الاهوار، والتزام الفلاحين بعدم تجاوز الخطة».
ويشير الجبوري «اما الزراعة الديمية فيكون اقرارها من قبل الوزارة، وقد بلغت مساحتها تسعة ملايين دونم و553 ألف دونم، وهي المساحة للخطة الشتوية لهذا العام التي تبلغ (14) مليونا و(553) ألف دونم، وفي السنة الماضية كانت الخطة (16) مليون دونم وخفضت بمقدار (مليون و553) ألف دونم، إذ ان الهدف ليس زيادة المساحة المزروعة بل الوفرة في الانتاجية، ففي السنة الماضية زرعنا (11) مليون دونم حنطة اثمرت (5) ملايين طن، لذلك تكون الانتاجية بحدود من (500 - 600) كيلو غرام للدونم الواحد، فاذا زدنا الانتاجية الى (700 او 800) كيلوغرام للدونم، أما للحنطة فسيكون لدينا لمحصول الحنطة (10) ملايين و(600) ألف دونم مقسمة بين (4) ملايين دونم و (400) ألف المروي و(6) ملايين دونم الديمي، وبذلك يكون لدينا (10) ملايين و(600) ألف دونم هي المساحة المخصصة لزراعة الحنطة، ولدينا مساحة للشعير (3) ملايين و(300) ألف دونم المروي والديمي، ومساحة الخضر (557) ألف دونم المروي والديمي، وبذلك تكون لدينا المساحات المزروعة (14) مليونا و(553) ألف دونم».
ويضيف الدكتور مهدي “وفرت الوزارة المستلزمات الزراعية لانجاح الخطة الشتوية من بذور وأسمدة ومبيدات وتقنيات حديثة، وبدأت في الجنوب والوسط من 15 /10 /2020 وفي المحافظات الاخرى 1 /11 /2020، إذ دعونا المزارعين الى الالتزام بزراعة المساحات المروية المقررة وعدم التجاوز على اي حصة مائية، لان هذا يعرضهم للمسؤولية القانونية».
تأثير الجائحة
واضاف الجبوري «ان تأثيرات كورونا كانت اختبارا حقيقيا لخطط الوزارة وللمزارع ايضاً، اذ شاهدنا في الاشهر الاولى للفيروس قطع تداول الغذاء بين دول العالم، وايقاف التنقل ونقل البضائع، لذلك اعتمد كل بلد بما لديه من انتاج محلي والذي ادى الى انخفاض اسعار المنتجات الزراعية، وعدم وجود اي تهريب من الخارج، لذلك تحاول بعض البلدان ضرب اقتصادنا من خلال الإغراق التجاري وايقاف اي تنمية اقتصادية، وندعو المنافذ الحدودية والجريمة المنظمة لقطع الطريق على المهربين في المنافذ الرسمية وغير الرسمية، إذ إن الاكتفاء الذاتي تحقق في محصولي الحنطة والشعير ولكن الرز 60 % من البطاقة التموينية، وكان للارشاد والتدريب الزراعي الدور الكبير في الزيادة».
دول الجوار
تحدث الناطق الرسمي للوزارة الدكتور حميد النايف عن الدور الكبير للمناخ على الخطة الشتوية وقال: «الأمطار مهمة لزيادة المساحات المزروعة وهذا ما حدث في عامي 2018 و2019، اذ امتلأت السدود واليوم نعيش خيرات هذا العام الممطر، إذ كانت الظروف قاسية جدا وخاصة وان المفاوضات مع الجانب التركي ما زالت متلكئة، واكتملت مع الجانب الايراني بتحصيل 10 % من نسب المياه، وحولت ايران مجاري الانهار الى داخل اراضيها، واليوم تركيا لا تكتفي بسد أليسو بل بسد آخر على حدود العراق، ونتوقع تناقصات كبيرة في المياه وهذا يحتاج لوقفة سياسية وفنية من العراق ووزارة الموارد المائية التي هي الجهة الفنية، لكنها بحاجة الى اسناد سياسي، اذ ان من الممكن ان نستخدم الميزان التجاري مع تركيا، ولدينا الآلاف من الشركات التركية بحدود 17 مليار دولار وممكن استخدامه، ونجبر تركيا على الرضوخ لمطالبنا، وللاسف الشديد لا توجد خطط ستراتيجية لهذا الامر، ونأمل من الحكومة ان تدعم وزارة الموارد المائية سياسيا حتى تستطيع القيام بهذه الاجراءات».
اكتفاء ذاتي
ولكي نبقى مستمرين بالاكتفاء الذاتي وحتى لا تتناقص الكميات تمت زراعة خمسة ملايين دونم من الحنطة، و(400) ألف دونم شعير و(200) الف دونم خضر، يوضح النايف “سنبقى ملتزمين بهذه الخطط لكي نحافظ على مستوى الاكتفاء الذاتي والامن الغذائي بالنسبة لمحصول الحنطة كما لدينا (24) مادة زراعية متوفرة محليا من الخضار، ومع كل هذا الحرص يدخل المستورد المهرَّب، لذلك يجب ان نحمي الحدود لان القطاع الزراعي لا يمكن ان يتطور من دون حماية المنتج المحلي، وحتى نشجع المزارعين على الزراعة وان نعطي للمزارع مستحقاته، الا انه ومع الاسف هناك تلكؤ كبير برغم حرص الوزارة على دفعها، واليوم لدينا (ترليون و800 مليار) دينار من مبلغ الاقتراض، ونأمل ان تطلق قريبا لكي نعطي للفلاحين جزءا من مستحقاتهم».
ويلفت النايف ان الوزارة صدمت من تقليص الدعم الزراعي وخاصة للبذور والاسمدة بنسبة 35 %، اذ تمت المطالبة من مجلس الوزراء بعودة نسبة 70 % للبذور و50 % للاسمدة وتم نجاح ذلك، وتأمل الوزارة بزيادة الدعم وليس بتقليله.
الثروة الحيوانيَّة
تحدث مستشار الوزارة لشؤون الثروة الحيوانية الدكتور حسين علي سعود عن الخطة في ما يخص الاعلاف الحيوانية للدواجن والمواشي والاسماك فقال: «تعد مادة الشعير المادة الاساسية لأعلاف الدواجن والاسماك والمواشي ولدينا مساحات كبيرة وكافية للثروة الحيوانية، اذ تسلّمنا اكثر من مليون طن من الشعير في العام الماضي، والشعير واحد من المكونات العليقة، ولدينا الان خزين ممتاز منه، وتم توزيعه بين محافظات الوسط والجنوب، والان توجهنا الى محافظة نينوى وفيها (400) الف طن شعير، ولانها من المحافظات الاولى في زراعة الشعير، تسلّمنا في 1 /11 الذرة الصفراء العلفية، اما محافظة التأميم فهي الاولى في انتاجها ولكي تكتمل العليقة نقوم باستيراد فول الصويا، فالوزارة كسرت حاجز الاحتكار لهذه المادة وفتحت الاستيراد، لكون المادة غالية الثمن، وكانت شركات محددة تستوردها وتم تقليل الشروط من أجل توفيرها».
وأكد الدكتور حسين “ان جميع الاعلاف في بورصة العالم شهدت ارتفاع اسعارها بسبب جائحة كورونا وقلة المزروع، وتعد دول اميركا الجنوبية الاولى عالميا في زراعة فول الصويا وقد شهدت قلة الانتاجية، لكن الاعلاف في بلدنا شهدت الاستقرار بسبب توفر خزين محلي، وخدمتنا كورونا عندما تم غلق المنافذ الحدودية حيث لدينا نهضة في الانتاج المحلي، وصار الطلب على المنتج المحلي والشعير المستخدم كله انتاج محلي، والدولة طرحت مقترح تصدير الشعير الفائض عن الحاجة، اذ ان سعره اقل من بقية دول العالم، لان الدولة تشتريه بسعر مدعوم وتوزعه كذلك بسعر مدعوم».
بيض المائدة
وعن ارتفاع اسعار بيض المائدة اشار الدكتور سعود بتاريخ 6 /5 /2019 صدر قرار بمنع استيراد بيض المائدة والدجاج المجزور الكامل دعما للمنتج المحلي، وكان لدينا تقريبا ما يسد حاجة السوق، فمن مايس 2019 الى 1 /8 /2020 شهدت صناعة الدواجن في العراق نهوضا واسعا في الكثير من المشاريع المتوقفة، اذ بدأت تعمل وصارت نسبة النمو للبيض 93% خلال الفترة المذكورة، وشهدت السوق المحلية الاستقرار ما عدا الكميات المهربة، وفي كل عام في بداية موسم الشتاء يقل انتاج البيض لذلك تختل اسعاره ليس في العراق بل في اغلب دول العالم، وشهدت دول الجوار قلة الانتاج وارتفاع الاسعار لكن الان في كل حقولنا اسعار الطبقة لاتتجاوز الخمسة آلاف دينار لتكون في متناول المواطن، ولجأت الشركات الى البيع المباشر من خلال سياراتها وبسعر خمسة آلاف منعا للمضاربات، واتفقنا مع الشركات المنتجة ان يكون لديها منافذ مباشرة، وكمبادرة من بعض الشركات صارت تبيع بسعر (500. 4)
دينار وخلال الفترة المقبلة سيشهد البيض انخفاضا في الأسعار».
وعن نفوق الاسماك أشار سعود الى «ظهور فيروس جديد في البلد وهو مختص بأسماك الكارب فضلا عن كثافة التربية وتلوث مياه الأنهر والإصابة الأخيرة تم تداركها».