مليون عنوان تتحدى {كورونا} في معرض العراق الدولي للكتاب
ريبورتاج
2020/12/15
+A
-A
تصوير: علي الغرباوي سرور العلي / ذوالفقار يوسف
وسط إجراءات احترازية مشددة للوقاية من جائحة كورونا، إذ توفرت القفازات والكمامات، بالإضافة إلى بوابات تعفير ذكية، وأجهزة لتعقيم الهواء داخل القاعات مع وضع الإشارات والملصقات الخاصة بالتباعد الاجتماعي، نجح العراق في اقامة المعرض الدولي للكتاب، وهو المعرض الثاني لهذا العام بعد معرض الشارقة، وتم افتتاحه الأربعاء الماضي بحضور رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي.
قائلة:"المعرض تقيمه مؤسسة المدى بالتعاون مع وزارة الثقافة وعدد من الجهات غير الحكومية كجمعية الناشرين العراقيين واتحاد الأدباء العراقيين، إذ ضم المعرض هذه السنة عدداً من الأجنحة المخصصة حسب الدول، كالجناح المصري والسوري واللبناني والعراقي والأردني والمغربي والخليج العربي، أكثر من ستٍ وعشرين دولة زارت المعرض، وشاركت به عبر دور نشرها".
تنوع ثقافي
تضمن المعرض كتباً متنوعة أدبية وفنية وثقافية وعلمية ودراسات وبحوثاً، لذا كان هناك إقبال كبير من قبل الأسر، كون المعرض يضم كل فئات المجتمع وليس فقط للباحثين والدارسين، وأيضا هناك مجال ترفيهي في منطقة خاصة داخل المعرض أطلق عليها "شارع المتنبي"، تضمنت كل الأنشطة الاجتماعية حتى تقضي الاسرة أطول وقت ممكن من دون أن تشعر بالملل والتعب، إذ توفرت خدمات أخرى كعربات التسوق والعجلات الدوارة لكبار السن والمتعبين ووسائل راحة كثيرة تضمن بقاء الأسرة.
شاركت في المعرض أكثر من 300 دار نشر وتوزيع ومن 21 دولة عربية وأجنبية، إذ ضمت أجنحته نحو مليون عنوان بمختلف المجالات الثقافية والعلمية والمعرفية.
مدير عام دار الرافدين محمد هادي لفت إلى أن "المعرض أقيم في وقت حرج جداً، فالمنظمون له تحملوا مسؤوليته بجذب الناشرين العرب وحضور القراء العراقيين، فنجح المعرض إلى حد بعيد من الناحية التنظيمية والصحية والوقائية، إضافة الى زيادة المبيعات، فكسر الجمود الذي كان لدى الناس والناشرين، أعتقد أنه المعرض الثاني على مستوى العالم الذي يقام بشكل فيزيائي فكل المعارض الآن، أما تلغى أو تقام بشكل افتراضي".
منشورات الطفولة
الصغار كان لهم حضور مميز، وهم يتجولون مع آبائهم داخل دور النشر الخاصة بالأطفال.
وعن أهم الفعاليات التي أقيمت داخل المعرض بين مؤسس دار منشورات مصابيح الشاعر قاسم سعودي:"نظمنا أمس فعالية في حب كتاب الطفل تضمنت توقيع كتاب مشترك لثمانية مبدعين عراقيين، وتوزيع أكثر من 200 قصة مجانا للأطفال، فكانت روح بغداد حاضرة وابتسامات الأطفال وأسرهم، بل ابتسامات الكتب نفسها فالقصة كذلك كائن حي فحين تقع بين أصابع الطفل فهي تبتسم، وبالتأكيد اضافة نوع من الحيوية والشغف إلى فعاليات معرض العراق، أنا أطمح أن تصل كتب الطفل لكل بيت عراقي ليكبر الطفل مع الحكايات حتى في يوم ما يستطيع أن يكتب حكايته الخاصة ويحترم مجتمعه وذاته، نحتاج أن نرفد كمية الحب في مخيلة الطفل من خلال هذه الكتب".
أما رئيس تحرير ومؤسس مجلة "أصدقائي" فواز الصفار، فكان له حضور بارز، وأوضح:"شاركنا لأول مرة في المعرض، فالكل كان متشوقاً لاقتناء الكتب والمجلات ومطبوعات الأطفال بمختلف إصداراتها، فكان جناحنا متميزا بزيادة رواد المجلة والتعرف عليها، فهي ليست مجلة فقط وإنما دار ومشروع لتنمية مواهب الأطفال، اذ أقمنا الكثير من المهرجانات لهم بهدف بناء شخصية متكاملة ومتميزة للطفل العراقي".
مدير دار "سطور" بلال محسن البغدادي أكد:"في ظل الظروف الصحية والأزمة الاقتصادية ضمن جائحة كورونا، شكلت اقامة المعرض تحديا كبيرا، فكانت هناك إصدارات جديدة وحصرية للمعرض بعد عام من التوقف، كما أن هناك ضغطا لتخفيض سعر الكتب، وصل إلى نسبة 25 % ولم يتضمن المعرض حظرا على أي كتاب باستثناء الكتب التي تدعو للعنف والتطرف".
حضور عربي لافت
اسلام عبد المعطي مؤسس دار "روافد" للنشر والتوزيع، كان بمثابة دليل للكتاب في الجناح المصري، إذ أوضح:"الفكرة هي أن كثيرا من دور النشر متواجدة وتقف من أجل البيع، أنا بالنسبة لي هي معرفة، وليست بيعا فحسب، وهذا الهدف الأول، والشخص القارئ الذي يأتي ليسأل عن كتاب معين أقوم بتوفير معلومات له تخص الكتاب الذي يبحث عنه أو أرشده إلى الجناح الذي يباع به، ففي النهاية جميعنا نبحث عن المعرفة".
وتحدث رجب اسكندراني من دار الراقب للناشرين في لبنان:"هذه المشاركة الأولى لنا في المعرض، فكان جيدا رغم الظروف الصعبة واقتحام جائحة كورونا لحياتنا، نحن مستمرون ومتعاونون ونأمل أن يكون هناك رواد أكثر للدار في الأيام المقبلة".
ويفتتح المعرض أبوابه من الساعة العاشرة صباحا إلى العاشرة مساء، وسيستمر إلى 19 من كانون الأول الجاري، وسيحتضن عشرات الفعاليات الفنية والثقافية والإعلامية ومنها، أمسيات الرقص الشعبي والغناء والشعر، بالإضافة إلى طاولات حوارية وندوات في موضوعات متنوعة، كما شاركت به وستشارك عشرات الشخصيات الفنية والثقافية العراقية والعربية.
فرح صلاح الجراخ، إعلامية عراقية تقيم في بيروت عبرت عن سعادتها بزيارة المعرض قائلة:
"المعرض كان مهما جدا و نرى أن أهمية الكتاب وقيمته مازالتا في العراق وضرورة البحث والقراءة والاكتشاف عن طريق الكتاب، من الضروري دائماً متابعة كل حدث جميل في العراق، لأن العراقيين مهتمون باستمرار بهذا الجانب، إذ لم يفقدوا أهمية الكتاب وقيمته، وهم معروفون لدى بقية الدول ونحن نعرف أن مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق يقرأ، وهذه المقولة مازالت حتى الآن موجودة، اذ هناك إقبال واسع على شراء الكتب في العراق، والدليل وجود شارع المتنبي واستمرار رواده".
مشاركات واسعة
شهدت قاعات المعرض تنوعا في فئات المجتمع فهناك أفراد من الجيش العراقي يتصفحون عدداً من الكتب، وطلاب الجامعات، وعدد كبير من مثقفي العراق كالفنانين والشعراء والإعلاميين.
المخرج المسرحي والممثل علاء قحطان أكد:"أنا مع أي فعالية ثقافية تقام وفي هذا الوضع أعتقد أن الفعاليات والأنشطة مهمة، فمعرض العراق أهميته تنبع من اهتمامه بالكتب بشكل واضح وصريح، إذ فيه دور قيمة حديثة ومتواصلة مع العالم، ومنها مصادر وعناوين كثيرة ومفيدة لم تكن متوفرة في السنوات السابقة، وكانت تصل لنا بصعوبة، فأصبحت متوفرة اليوم وبطبعة أنيقة وبتعامل لطيف، أنا سعيد بوجود هذا العدد الكبير من الرواد، إذ تواجدوا حتى في أوقات المساء وهو نجاح عظيم، أنا مع الثقافة بكل مكان ووقت".
المشرف على هيئة تراث الشهيد السيد محمد الصدر "قدس سره"، أحمد كاظم، تحدث عن مشاركتهم:"شاركنا في معرض الكتاب الدولي بدورة مظفر النواب، إذ تعنى الهيئة بالمؤلفات الخاصة بالشهيد الصدر الأول والثاني، وهناك رواد اقبلوا على شراء مؤلفاتهما من محبيهما ومن السائرين على نهجهما".
وعلى الرغم من مخاوف وباء كورونا والإجراءات المتبعة، جذب المعرض عدداً كبيراً من الزوار، إذ قال خالد محمد، أحد رواد المعرض وهو يحتضن مجموعة من الإصدارات:"فرح جداً بمشاهدة هذا الحدث الثقافي الجميل الذي نطمح من خلاله أن تكون ثقافة القراءة في كل بيت عراقي، كونها تسهم في بنائنا وتطور شخصياتنا".
بينما بينت الشابة منى حسن من رواد المعرض، أن المعرض جاء للتخفيف من الظلال المعتمة التي فرضتها الجائحة بين حجر صحي ومنزلي، وتباعد اجتماعي".
أحمد جبار صاحب مكتبة آشور بانيبال، اوضح:"شاركت دارنا بجناح رئيس بأكثر من 150 عنواناً بين كتب مترجمة، وروايات وكتب تراث".
مدير دائرة البحوث والدراسات الإسلامية لديوان الوقف السني صلاح كريم حسين، بين"مشاركتنا في معرض الكتاب الدولي تمثلت بـ 425 عنواناً بمختلف العلوم والفنون، وهي إصدارات خاصة بالدائرة، فضلا عن مجلة محكمة فصلية تصدر كل ثلاثة أشهر وصلت إلى العدد 61 ، كان المعرض ناجحا من خلال الحركة المستمرة للمثقفين والمطالعين وإقبالهم على الكتب، ومستوفياً لكل الشروط والمعايير الدولية، أما الإجراءات فكانت رائعة وهناك متابعة من قبل اللجنة المنظمة للمعرض حول الحث على الالتزام بالوقاية ونأمل أن نتطور نحو الأفضل".
وأشار السيد محمد الاعرجي من جناح العتبة العباسية المقدسة إلى أن العتبة شاركت بما يقارب 350 إصداراً، عرضت في القسم الخاص بهم للشؤون الفكرية والمعارف، وكان استقبال الوافدين يتزايد يوما بعد يوم، معتبرا أن هذا المعرض من أهم المعارض لهذا العام بعد معرض الشارقة.
بينما كان لدار الثقافة والنشر الكردية حضور أيضا، إذ أكدت إيمان عامر محمد المشرفة عن الجناح:"شاركنا بمئة عنوان منها كتب ثقافية وتراثية، وتاريخية وأدبية وشعرية تخص الثقافة العربية والكردية".
عقيل أحمد جواد مؤسس دار المأمون بين:"مساهمتنا في المعرض كانت فعالة بمشاركة أكثر من 120 عنواناً من ضمنها مجلات خاصة تصدر عن الدار بمختلف اللغات، وروايات عالمية مترجمة، أما الإقبال فكان كبيرا على كتب التراث الثقافي التي تتحدث عن الأعمال المسروقة".