حميد المختار
ربما لانني من الداخلين الذين يرومون دائماً استطلاع ما خفي من امور كثيرة، سواء في الاماكن البعيدة او بطون الكتب او الحكايات المنسية والاماكن المظلمة او حتى الممنوعة والتابوات طبعاً ، هكذا اجد نفسي اغامر في البحث عن مداخل وسبل لاستكشاف الامور المستورة والممنوعة وهي خصلة تدفع بالانسان دفعاً لاستكشاف هذه الممنوعات، لان كل ممنوع مرغوب ، لذلك ادخل المكتبة ، ادخل في الكتابة ومن ثم ادخل في المضامين والافكار متابعاً سيرورات التداخل فيه ، ثم اقول لنفسي ربما سيكون الدخول خطراً هذه المرة لانني سادخل معتركاً معقداً وغير قابل للنفاذ وربما هو فخ مشرع الابواب يغري الداخلين للولوج فيه وحين يدخلون تغلق الابواب كافلام الرعب تماماً ، لذلك فالدخولات كثيرة من دخول الحياة حين الخروج من عالم الارحام الى دخول السجن في تجربتي انا الى دخول تجارب الحب والدخول في مشاكل لا اول لها ولا اخر ، ثم انا من المتداخلين مع النفس ، لانه ينبغي التداخل مع النفس اولاً حتى تستطيع ان تتداخل مع الاخر بمعنى عليك ان تناقش ذاتك وتقنعها بحقيقة وجودك كانسان قابل للتداخل ؟ هذه الذات التي ستقودك الى الآخر ، لذلك انا ادخل مع نفسي ولا ادخل فيها ، الدخولات هنا تختلف اختلافاً كبيراً ، لا ابتغي فلسفة ما انما ربما هي فكرة لمشروع كتاب قادم ، بداية الدخول الى حياة وتجربة خالصة لي فيها مآرب شعرية من خلال دخول السرد وتوالي الحدث المتشظي ، لا احب البناءات القديمة ولا اريد الفذلكات التي انتشرت هذه الايام ، انما ابحث عن تجربة حياة قبل ان تكون تجربة كتابة وستتداخل التجربتان معاً ، الكتابة والحياة والسرد والشعر والفصول المجزأة التي تشبه المقاطع الشعرية ، هل ادخل في فكرتي قبل ان تداخلني الشكوك حول مقدرتي على ذلك ، وهذه الشكوك لها اساس عملي كثيراً ما كنت اراه ماثلاً امامي ، وهو الذي يدفعني للسؤال ، ربما سأعجز عن الكتابة ، ربما اصبحت في منأى عن تدوين افكاري وربما عليّ ان اعلن اعتزالي الكتابة تماماً ، هكذا تداهمني هذه الافكار مرة واحدة وتحاصرني وتضعني امام معترك صعب واختيار اصعب حين ارى زملائي يصدرون كل سنة عملاً روائياً او قصصياً وانا اخضع لمزاج صعب في الكتابة وله اشتراطاته الاصعب ، اذن هي مخاوف وتهيؤات وهواجس لابد من المرور بها قبل الشروع في كتابة المشروع القادم ، والمشروع ماثل امامي وقد بدأت خطواتي الاولى فيه وسأتكل على الله في اكماله الى النهاية ..