العلوان.. حلاوة الشعر ومرارة القهوة

ثقافة شعبية 2020/12/19
...

 الديوانية: عباس رضا الموسوي 
 
 
ينشد طاهر العلوان، للناس أوجاعهم ويسقيهم من دلته، التي يطوف بها أسواق الديوانية قهوة مرة، تعبر عن مرارة حياته البائسة، فمنذ طفولة الشاعر المصري طاهر العلوان، يهرول خلف والده الذي يسترزق من التجار وهو يسقيهم القهوة. تدل قصائده على عثار حظه في الحياة التي كثيرا ما قلل من احترامه لها، فذات مرة لم يدعوه احد تجار الديوانية، الذي عاد من رحلة علاج في الهند الى وليمة عشاء أعدها بالمناسبة فأنشد معاتبا: 
علامك لا ومه يردك ولنداه 
جفيت ولا عرك وجهك ولنداه 
تعرف البلهند ساكن ولنداه
وانه جارك تضيع العرف بيه 
ومن اجمل ما قال في الغرام: 
الواعظ داخ مني وحار بعضاي
ومدار الماي حبك دار بعضاي
بوصلك كام بعضي ايحسد بعضاي
نعمه وخاف عيب اتدوم اليه
غادر ولده للعمل في الكويت، وانقطعت أخباره ليتبين في ما بعد انه بخير وتناسى انتظار والده فقال: 
ليش الزين اصبح ماله طاري الزين؟ 
وليش العين ابد ما تنثني من العين؟ 
ليش الزين اصبح ما يذكرونه؟ 
ليش ابكل صلافة عين ينسونه؟ 
ليش ايخونه ذاك الكال ما خونه؟ 
ليش الكلب هذا جايبه انت امنين؟
 ذات صباح لم يسمع صدى رنين فناجينه أو هدير حنجرته بين ازقة سوق الديوانية الكبير؛ فادرك الناس ان المدينة خسرت شاعرًا ملأ، الدنيا ضجيجا وعندما رحل، رحل بصمت تاركا خلفه شعرًا يردده عشاق الشعر والغناء وفنجانا لم يجد من يحمله بعده.