العنوان ليس لي فهو مجزوء من قصيدة حالمة ساحرة للشاعر نزار قباني عنوانها(أورانتيا) يقول فيها:
أورانتيا
ياشعلة من آسيا
القلب من تبريز
والعينان من قفقاسيا
ولا شك هنا في جمال السيدة (اورانتيا) التي يصفها قباني ,ولكني أقف عند الاختيارين الساحرين: تبريز وقفقاسيا,فهما مكانان ساحران فعلا ومتباعدان لكنهما من آيات الخالق المعبود في السحر والموسيقى والايغال في ثنايا الحضارة الشرقية في الكثير من تنويعاتها وتفصيلاتها.
ومثلما يسمي الايرانيون أصفهان سقف العالم فانهم يقفون عند شيراز وقفة أعجاب أخرى.
شيراز مدينة الحب والشعر والاحلام والثقافة الاذرية الموغلة في عمق التاريخ وهي مدينة جلال الدين الرومي وشمس التبريزي وقطران التبريزي ,هي عاصمة محافظة أذربيجان الشرقية وعدد سكانها يتجاوز المليونين اليوم.
تتميز شيراز بسحر الطبيعة وبحدائقها الواسعة مثل حديقة(أرم) وصناعاتها الشعبية من السجاد بأنواعه والصناعات
الجلدية.
موسيقى شيراز الجميلة التي تعزفها فرقها أو الذي يقوم العازف الانفرادي الشعبي بعزفها على آلة الساز الوترية مثار أعجاب كل من أنصت اليها واستمتع إليها,والموسيقى في هذه البقعة الساحرة على نوعين:موسيقى العاشق وموسيقى المقام,والعاشق هي الأكثر شيوعا في الموسيقى الانفرادية التي تعزف في الجبال والسهول في شيراز الساحرة
الأنيقة.
واذا جئنا الى قفقاسيا التي اشار اليها قباني وجدنا جمالا خارقا تحمله الصبايا ,لكننا نجد أراضي متسعة تمتد عند حدود أوروبا وآسيا وتتكون قفقاسيا –الأرض من اراضي جمهوريات أرمينيا وجورجيا وأذربيجان وتمتد من بحر قزوين الى البحر الاسود,وهناك جمهوريات الحكم الذاتي التابعة الى روسيا وهي الشيشان والاوديغا وأنغوشيا وأوستينيا الشمالية وجمهورية داغستان وتشيركيسيا وفيردينو.
الموسيقى الآذرية تتميز بأسلوبها الشرقي وبدبكاتها القوية التي تتقارب مع الدبكة الأرمنية لكنها تختلف في التفاصيل مما يطول شرحه,وتسمى جورجيا عند العرب قديما بلاد الكرج وكرجستان ,أما أذربيجان فتدعى أرض النار لسحرها وجمالها ووجود شعلة باكو فيها,أما أرمينيا فتسمى بلاد هايستان,ولكل منطقة تقاليد وعادات جميلة ولها حكاياتها الشعبية وقصص بطولات الأجداد أضافة الى صناعاتها الشعبية وحرائرها الطبيعية,ولكل مدينة حكاية وتاريخ
وجمال.