أسلحة الليزر.. هل هي مستقبل البحريَّة الأميركيَّة؟

بانوراما 2020/12/23
...

  كريس أوزبورن
 
  ترجمة: أنيس الصفار
سفينة تطلق أسلحتها الليزرية فتحرق وتدمر، أو ربما تراقب أهدافاً معادية في البحر بمديات تتصاعد سريعاً.. تلك الصورة هي التي أوحت لمطوري أسلحة البحرية الأميركية أن يعجلوا ببلوغ نطاق متنامي الأبعاد من أسلحة الطاقة التي يمكن تسديدها صوب السفن العائمة.
ورد ذكر اسلحة الليزر مؤخراً في مقالة لقائد العمليات البحرية الأدميرال “مايكل غيلدي” نشرتها مجلة “سيباور” (القدرة البحرية). قال غيلدي في مقالته ان البحرية الأميركية سوف تبادر على وجه السرعة بشراء مزيد من الغواصات وقذائف صاروخية أسرع من الصوت والاسلحة الليزرية كي تستخدمها في حروبها البحرية إذا ما تلقت مبلغ خمسة مليارات دولار اضافية فوق ميزانيتها، وهو تحرك سيساعد الى حد كبير في سد النقص المتوقع خلال السنوات المقبلة في الغواصات الهجومية وحاملات الصواريخ البالستية.
كشف غيلدي للمشاركين في منبر معهد الدفاع التابع للبحرية الأميركية أن بعض تلك الأموال سينفق لبناء السفن، ومضى التقرير مضيفاً: “وسوف تكون الغواصات في المقام الأول”.
في تقرير مجلة “سيباور” نسب الى غيلدي ايضاً قوله انه يسعى الى تحقيق “تقدم سريع” في مجال أسلحة الليزر، مضيفاً: “لأننا نحتاج الى القدرة على إسقاط القذائف الصاروخية”. ملاحظات غيلدي تلك تأتي منسجمة مع الجهد المتسارع لتسليح الغواصات والمدمرات، وحتى حاملات الطائرات، بأسلحة الليزر الدفاعية والهجومية واطئة الكلفة عالية التأثير. أسلحة الليزر هذه لا تتسم فقط بالصمت، ومن ثم تكون غير مستشعرة، بل انها ايضاً عالية الدقة وتسمح بالتدرج في الشدّة، أي ان موجات الليزر التي تطلقها يمكن استخدامها كقوة معززة أو تصعيد للقدرة، أو على العكس من ذلك يمكن ضبط تأثيرها ضمن حدود إحداث “صدمة شلّ” او مجرد تعطيل السلاح المعادي من دون الاضطرار للتدمير أو القتل.
 
خاطف البصر
الأمل الذي تلوح به اسلحة الليزر هذه ألهم سلاح البحرية بالعمل مع وكالة الدفاع الصاروخي للتوصل الى تطوير اسلحة ليزرية تطلق من السفن قادرة على تدمير القذائف البالستية عالية السرعة. كل هذا يقترب بسرعة من التحقق بفضل عوامل أصغر تكويناً تمكن من انتاج تطبيقات مدمجة متحركة في مجال الطاقة الكهربائية ورفع الطاقة المنتجة من داخل السفن نفسها، إذ يجري العمل حالياً على إعادة هندسة حاملات الطائرات من فئة فورد ومدمرات “فلايت 3 دي دي جي 51”، وكذلك المدمرات من فئة “زوموالت” طبعاً، للارتقاء بقدرتها على توليد الطاقة الى حدود تكفي لتغذية انظمة كهربائية محمولة على متنها مثل الرادارات والسيطرة النارية والحاسبات .. وفي الوقت نفسه تغذية اسلحة ليزرية عالية الصدمة. الأمر المؤكد هو ان اسلحة الليزر قد أخذت بالانتشار في الميدان على متن سفن سلاح البحرية، كانت البداية منذ سنوات بمنظومة اسلحة الليزر البحرية المعروفة اختصاراً باسم “لاو” التي أدمجت ضمن تصميم السفينة “بونس” التابعة للبحرية الأميركية ثم انزلت الى الميدان. 
بل ان سلاح البحرية قد ركّب سلاحاً ليزرياً جديداً “خاطفا للبصر” على متن المدمرة البحرية “ديوي” مهمته تعقب وتدمير الطائرات المسيرة المعادية المهاجمة، جاء ذلك في تقرير لجهاز الابحاث التابع للكونغرس في كانون الأول 2019 تحت عنوان “ليزر ريلغان البحري وقذائف المدفعية القابلة للتوجيه”.
ورد في نص التقرير: هذا السلاح سوف يزود المنظومة القتالية في السفن الحربية ببيانات تتضمن معلومات استخبارية للمراقبة والاستطلاع، كما سيوفر قدرات “خاطفة للبصر” مضادة لمنظومات “يو أي أس، آي أس آر”، وسوف يستخدم الجهاز “خاطف البصر” ضبطاً واطئاً للطاقة يمكن من إرباك المنظومات المعادية المذكورة أو خفض قدراتها”. العبارة الأخيرة في نص التقرير إشارة الى سلاح “أودين الليزري” وسلاح آخر يضع الأسس الأولية لمنظومة ليزرية يطلق عليها اختصاراً “هيليوس” تخضع للتطوير حالياً، واسمها الكامل هو “ليزر عالي الطاقة مدمج به خاطف للبصر مع منظومة مراقبة”. 
 
عن موقع “ذي ناشنال إنتريست”