موهبة شعريَّة

ثقافة شعبية 2020/12/26
...

 ماجد عودة
قبل ايام ارسل لي احد الاصدقاء مقطعاً فيديوياً، يتضمن قراءة لاحد الشعراء الشعبيين الشباب الموهوبين، وقد شدني كثيراً وانا اشاهد واستمع اليه باصغاء تام، حتى انني كررت المشاهدة والاستماع إليه لاكثر من مرة، وذلك لاسباب عدة يأتي في مقدمتها صغر سنه، والتقاطاته الذكية في اختيار الموضوع وتزاحم الصور الشعرية التي تضمنتها قصيدته على الرغم من قلة سطورها، الا أن فيها من الدلالات والمعاني الكثير.
ولا اخفي عليكم ان هذا الشاعر الشاب الصغير، يبشر بمشروع شاعر كبير، وبموهبة متفردة، لانه يستمد روافده الشعرية من عمق تجارب الشعراء الكبار وقراءته المستفيضة لدواوينهم وقد حصلت على هذه المعلومات نتيجة البحث والتقصي عن خلفيته الثقافية واساسيات قراءته الاولى التي افرزت نتاجه الممزوج بالحداثة؛ لذلك ادعوكم للاستماع والتبصر في المنجز الشعري للشاعر الشاب صادق عباس اللامي.
وعلى قلة مايسوق له عبر وسائل التواصل الاجتماعي المتنوعة، ويبدو ان السبب يكمن في حيائه المفرط والتردد خوفاً من شبح الفشل، الذي قد يواجهه وهو يؤسس لعوالم تجربته الشعرية بعد اعلانه اعتزال لعبة كرة القدم بوقت مبكر، وهو اللاعب  الصغير الذي تم اختياره للعب مع احد فرق المقدمة، ليجد في الشعر ضالته وهو القائل: "كبل مايبدي يفك عينه الضوه.. انتي اول سالفة تشم الهوى.. يمته من حضن الشمس.. تاخذني اديج.. الناس تركض عل الرزق وانا عليج.. هيج والكاج واحس شوفي ارتوه.. انتي اول سالفة تشم الهوى".
فكانت بداية موفقة لشاعر شاب صغير وهو يؤسس لمسيرة شعرية مفعمة بالصدق والاحساس ويمنح الوجدان ذلك البعد الانساني بوجد تجلياته ليرسم للحب لوحته الحقيقية وسط ارهاصات عشقه، فكان كمن يمنح الاشياء معناها، فكان للصدقمعنى وللحب معنى ولصادق عباس حضوره في ميدان القصيدة الشعبية الشبابية؛ فكل اضاءة وهو الاكثر القاً والاكثر ابداعاً.