كشفت دراسة حديثة، أجريت في المملكة المتحدة، عن أن عدد الفتيات اللواتي يقرأن الكتب بانتظام ويستمتعن بها، فاق عدد الأولاد خلال إجراءات الإغلاق التام بسبب تفشي وباء كورونا. اظهرت الدراسة أن الفجوة بين أعداد الأطفال الذين ذكروا بأنهم يستمتعون بالقراءة وبين من يقرؤون يوميا فقط، قد اتسعت، مثيرة مخاوف من أن الأولاد قد يكونون عرضة للخسارة نتيجة الجائحة.
يشير التقرير الذي صدر عن مؤسسة الصندوق الوطني لمحو الأمية في المملكة ومتصفح بفن، الى أن تزايد عدد مرات الوصول الى الكتب المسموعة في المدرسة، والبيت يمكن أن يساعد في إعادة إشراك الأولاد بالقراءة والكتابة، اذ تشير النتائج الى أنها كانت أكثر شيوعا بين
الأولاد.
دعت فيونا إيفانز، مديرة البرامج المدرسية لدى الصندوق، المدارس الى تقديم “المكتبات الصوتية”، فضلا لدعوتها الآباء والأجداد لأن يكونوا مثالا وقدوة لتشجيع الأولاد على المزيد من
القراءة.
أظهر البحث، الذي تضمن مسحا استطلاعيا لآراء أطفال تراوحت أعمارهم بين 8 و 18 عاما، قبل وأثناء الإغلاق العام، بأن أعدادا أكبر من الفتيات والأولاد من الذين ذكروا أنهم يقرؤون بشكل يومي ويستمتعون بالقراءة في المنزل. لكن فجوة الاستمتاع بالقراءة بين الفتيات والصبية ازدادت بمقدار خمسة أضعاف-
زادت اكثر من 2 بالمئة بقليل في بداية 2020 لتصل الى 11.5 بالمئة خلال الإغلاق، فكل ثلاث فتيات من أصل خمسة (أي 60.2 بالمئة) ذكرن بأنهن استمتعن بالقراءة أثناء الإغلاق، مقارنة بـما نسبته (48.9 بالمئة) عما قبله، في ما ذكر ما نسبته (48.7 بالمئة) من الأولاد بأنهم استمتعوا بالقراءة اثناء الجائحة، مقارنة بـ(46.6 بالمئة) بما قبلها.
كان عدد الفتيان (اي ما نسبته 25 بالمئة) أكثر قليلا من الفتيات (22.4 بالمئة)، قد ذكروا أنهم استمعوا أكثر الى الكتب المسموعة أثناء الحجر المنزلي، وأن أكثر من نصف الأولاد ذكروا أن الكتب المسموعة زادت من اهتمامهم بالقراءة.
تقول إيفانز إن “العامل الجيد” هنا هو أن الكتب المسموعة ربما لعبت دورا مع الأولاد، اذ بإمكانهم الاستماع لها عبر هواتفهم باستخدام سماعات الأذن، ولا يتوجب عليهم مشاركة ما اختاروا قراءته، مضيفة أنه يمكن للكتب المسموعة، التي يرويها ممثلون معروفون أن تسهم في تشجيع الأولاد على
القراءة.
خلص التقرير الذي شمل أكثر من 58 الف طفل في المملكة للفترة ما بين كانون الثاني ومنتصف آذار من هذا العام، الى جانب استطلاع ثان شمل أكثر من 4 آلاف طفل للفترة ما بين شهر أيار وأوائل حزيران، الى أنه: “لم يتضح الى الآن إن كانت هذه التغييرات ستكون مستدامة أو ان العودة الى المدرسة والى درجة معينة من الحياة الطبيعية ستمكن الأولاد من اللحاق
بالركب”.
*صحيفة الغارديان البريطاني