2021 محطة منتظرة لتجاوز الأزمات و{كورونا}

ريبورتاج 2020/12/30
...

   فجر محمد
2021 عام جديد، يخطو العالم اجمع نحوه بشغف وانتظار وتفاؤل حذر بعد الاحداث التي هزت المفاصل والبنى الاقتصادية والاجتماعية في دول العالم بالعام 2020 الذي وصفه الخبراء والمواطنون بانه الاقسى، اذ ان ظهور جائحة كورونا قلب موازين العالم باكمله، واجبر الجميع على اعادة حساباتهم، بجميع المجالات ولكنه في الوقت ذاته كان محطة مهمة، لمن اراد أن يقدم الافضل ويستمر بالعطاء.
مسيرة نجاح
على الرغم من العثرات والازمات التي رافقت عام 2020 الا ان الامل موجود، بأن القادم افضل ولذلك نرى العمل مستمراً في ترميم وبناء احد الصروح العلمية المهمة في البلاد الا وهو الجامعة المستنصرية، رئيس الجامعة الدكتور حميد فاضل التميمي يؤكد استمرار الجهود واعطاء الافضل ليكون العام المقبل اكمالاً لمسيرة الترميم والعمل التي بدأت في 2020، ويقول التميمي "على الرغم من أن عام 2020 حمل الكثير من المخاوف واظهر ما يعرف بالشعور الجمعي من الخوف والوجل من كل شيء  الذي تملك العالم اجمع، اذ تساوت الدول الصغرى مع الكبرى والمتقدمة مع النامية، فضلا عن الاجناس المختلفة التي واجهت فيروساً واحداً مستجداً أثار القلق والرعب في النفوس، الا انه كان دافعا لتقديم الافضل والعطاء بلا حدود".
 
أمنيات 
المدير العام للدار العراقية للازياء الدكتورة ابتهال خاجيك تكلان تمنت أن يحل السلام والتسامح والمحبة بين الناس، وأن تعود لغة الحوار والانسانية، وهي السبيل الامثل للتفاهم بين اطياف المجتمع، وأن يعود العراق بمنأى عن الحروب والصراعات وأن تنهض قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة، ويقضى على البطالة ويعود المبدعون العراقيون ليحتلوا اماكنهم ويحصدوا جوائز الابداع والتكريم، كما في السابق.
وتأمل تكلان أن ينتهي وباء "كورونا" وتعود الحياة الى طبيعتها.
 
تكافل اجتماعي
جائحة كورونا اجبرت الكثيرين على ايقاف اعمالهم لاشهر متواصلة، ومنهم من فقد عمله بشكل نهائي، ما ادى الى زيادة العوز والفاقة، خصوصاً لذوي الدخل المحدود، فضلا عن تزايد نسب الفقر، ولكن الميزة التي وصف بها المجتمع العراقي في ظل هذه الظروف العصيبة هي حب الآخر وتقديم المساعدة والتكافل الاجتماعي، اذ تناقلت التقارير ووسائل التواصل الاجتماعي تلك الصور المشرقة.
ويرى الباحث بالشؤون الاجتماعية والاكاديمي ولي الخفاجي أن ميسوري الحال كانوا عونا وسندا لمن فقد عمله وعانى من ضائقة مالية، ويتابع القول"ان هذه الظروف العصيبة بينت للجميع ان الفرد العراقي لن يتوانى عن تقديم المساعدة لاخيه اذا تعرض لاي ازمة او مشكلة، كما ان التباعد الاجتماعي الذي فرض على الافراد كوسيلة للوقاية والحماية لن يكون عائقا امام التلاحم والتعاون المجتمعي في المجالات كافة".
 
الدفاع المدني
لم يقتصر العطاء على المجالات العلمية والانسانية، اذ اخمدت فرق الدفاع المدني الآلاف من الحرائق التي اندلعت في مزارع الحنطة والشعير في العام 2020، فضلا عن الدور الذي قامت به في ظل جائحة كورونا.
مدير العلاقات والاعلام في مديرية الدفاع المدني العميد جودت عبد الرحمن اشار الى أن عمل الفرق كان مستمراً في عام 2020 واعدت خطط وبرامج ايضا للعام الجديد، مبيناً أن الدفاع المدني تعاملت مع تحديات كبيرة تمثلت بالحرائق التي طالت المزارع والفيضانات، اذ قام باكثر من 300عملية انقاذ، وكان يهدف بالدرجة الاساس الى الحفاظ على الاقتصاد الوطني والسعي من اجل السيطرة على الحرائق ومعالجة القنابل غير المنفلقة وغيرها من النشاطات.
كما قامت تلك الفرق بتعفير وتعقيم منازل المصابين بكورونا او من يشتبه بهم من خلال فريق متخصص للتعامل مع هكذا حالات. 
 
اللقاحات المنتظرة
سيكون عام 2021 بالفعل تحديا حقيقيا وذلك لظهور الكثير من اللقاحات ومن مختلف المناشئ العالمية، وسيفرض هذا الامر مصاعب كبيرة على الحكومات، كي تختار اللقاح الانجع والمفيد لمواطنيها، اما في العراق فالصور والفيديوهات وشهادات المصابين وذويهم تتواصل لتثمن جهود الجيش الابيض الذي كان بمثابة حاجز صد، ويحارب كورونا المفترس. 
مدير قسم الصحة الدولية في وزارة الصحة الدكتور احمد الرديني يروي قصصاً عن تضحيات لاطباء فارقوا الحياة بعد أن كانوا يقومون بواجبهم الانساني تجاه المصابين، ويقول الرديني"فقدنا خيرة الاطباء والملاكات الصحية بعد أن اجتاح كورونا العالم والبلاد، ولم يكن العراق هو الخاسر الوحيد، بل في دول العالم اكملها كانت هناك اعداد كبيرة من تلك الملاكات التي فقدت حياتها بعد الاصابة بـ (كوفيد- 19)، ويستحقون التكريم والتأبين".
الرديني اوضح انه من المؤمل أن يشهد عام 2021 انحساراً واضحا لهذه الجائحة لاسباب متعددة من بينها ظهور اللقاحات، فضلا عن الخبرة التي اكتسبتها الدول للتعامل مع هذا الوباء.
 
أزمات كبيرة
لا يخفى على المتابع حجم الازمات التي عصفت بالعالم والبلاد، فقد خسرت البلدان ثروات بشرية واقتصادية لا تقدر بثمن بعد أن اجتاحها الفيروس في بداية عام 2020 ما فرض عليها تحديات كبيرة، لابد أن تتعامل معها بذكاء في العام المقبل.
الباحث بالشؤون الاقتصادية الدكتور ليث علي ينبه الى ان فيروس كورونا كان هو الاكثر تهديدا للشعوب جميعا، وفي مختلف المجالات الصحية والاقتصادية، فقد لوحظ حصول تراجع كبير في نسب النمو وزيادة معدلات الفقر والبطالة.
 ولذلك سيكون عام 2021 تحديا حقيقيا للنهوض بالمجالات الحيوية والمهمة، وسيتطلب جهدا استثنائيا، ومما زاد من صعوبة الامر انخفاض اسعار النفط والطلب عليه ما عطل الكثير من المشاريع، اما على الصعيد المحلي، فيشير الباحث الى وجود تحديات امنية وسياسية واقتصادية تحتاج الى صبر ومجهود.