الموصل : شروق ماهر
لا تختلف الموصل عن المحافظات العراقية الاخرى وهي تواجه ازمة انخفاض قيمة الدينار العراقي امام ارتفاع الدولار الاميركي، هذه العملة الممنوعة على هذه المدينة من باب الحوالات المالية وتمويل الارهاب، فالموصل التي تعاني ركوداً اقتصادياً بسبب هذا التخبط المصرفي، وبالرغم من تخبط اسواقها حتى من دون هذا الهبوط، تودع المدينة العام بذكريات لا تمحى، كان ختامها الوضع الاقتصادي.
وقال السيد احمد الحديدي صاحب مول الزهور التجاري الخاصة بالمواد الغذائية في منطقة الزهور الكائنة بالجانب الأيسر للموصل: إن "الحركة في السوق متوقفة منذ اليومين الماضيين، عقب قرار رفع سعر صرف الدولار، والموصل تشهد ركوداً غير طبيعي".
وأضاف الحديدي لـ"الصباح " ان "الأسعار لم ترتفع لغاية الساعة، لكنها في طريقها للارتفاع قريباً، لأن أغلب البضائع التي تستهلك في سوق المواد الغذائية تستورد بالدولار من خارج العراق، لاسيما من تركيا، وهو ما سيدفع أصحاب المحال إلى رفع الأسعار مضطرين".
وأشار إلى أن المشكلة التي تواجه التجار حاليا هي مشكلة الديون السابقة، للبضائع التي اشتروها سابقا بالدولار، اذ سيدفعونها كما هي بالدولار بعد ارتفاع سعر الصرف، وان المبالغ التي يدينون بها أصحاب المحال الفرعية ستدفع لهم بالدينار، وبالمبلغ ذاته بعد أن فقد الدينار جزءاً من قيمته".
ركود اقتصادي
محافظة نينوى التي يبلغ تعدادها اربعة ملايين نسمة بحاجة لانعاش اقتصادها منذ فترة من دون ارتفاع سعر الدولار الذي اسهم بارتفاع السوق التجارية، المدينة التي تتاخم بحدودها تركيا وسوريا، لكن منافذها مغلقة ومطارها مدمر، فكيف ستتأثر هذه المدينة بانخفاض قيمة الدينار العراقي؟".
كارثة
اما الخبير الاقتصادي مظفر الموصلي فحذر من تداعيات كارثية على الوضع الاقتصادي والمعيشي في العراق، وذلك على خلفية رفع سعر صرف الدولار من قبل البنك المركزي العراقي.
وقال الموصلي "سعر صرف الدولار في العراق والذي وصل لـ 1450 ديناراً لكل دولار يمثل كارثة اقتصادية، لأن ذلك سيقابله ارتفاع الأسعار وانخفاض مستوى المعيشة للفرد العراقي".
وأضاف الموصلي ان "مما يزيد المشكلة الاقتصادية هو ان الموازنة خفضت مخصصات الموظفين، ووضعت الضرائب أمام العديد من السلع والمبيعات وفرضت الضرائب على الوقود".
ويؤكد الشاب عمران فاضل صاحب محل للصيرفة في سوق المجموعة الثقافية لـ"الصباح" أن" ارتفاع الأسعار لا يتحمله التاجر، بل تتحمله الجهات الحكومية والبنك المركزي".
وأضاف فاضل ان "على الأهالي عدم مهاجمة التجار لأنهم مغلوبون على أمرهم، ورفع الأسعار لا يأتي إلا من أجل منع الخسارة وليس لكسب أكثر".
خط الفقر
نسبة الفقر بهذه المدينة تقدر باكثر من اربعين بالمئة، وازمة كورونا رفعت هذه النسبة للضعف ثم تلتها الازمة الاقتصادية لتزيد الطين بلة.
اذ يبين العامل بالاجور اليومية خالد جمال، بانه يسترزق قوته اليومي مقابل عمله الذي يشتغل فيه منذ اكثر من اربعة اعوام، فهو يعيل والدته وسبع شقيقات له وهو المعيل الوحيد لهن، اذ يعمل مشغل مولدة كهرباء ولا يكفيه اجره بعد ارتفاع الدولار وانخفاض قيمة الدينار الذي يبلغ (15) الفاً يومياً مقابل هذا الارتفاع الذي طرأ فجأة على الاسواق العراقية بشكل عام والموصلية بشكل خاص.
الموصل مركز محافظة نينوى ثاني كبريات المحافظات العراقية، ورغم موقعها الجغرافي المتاخم لدولتين جارتين، الا ان اقتصادها متعثر من دون هذه الازمة الاقتصادية، فلا سياسة حكومية مكنتها من استغلال منافذها الدولية، لتنعش اقتصادها وتلتئم جراحاتها بسبب الارهاب.