حقيبة المرأة.. مستودع أسرارها ومرآة شخصيتها

ريبورتاج 2021/01/04
...

  فجر محمد
 
قد تثير استغرابك معرفة أن محفظة أسرار المرأة وصديقتها التي لا يمكن أن تستغني عنها في اي مناسبة الا ما ندر، بأشكالها وتصاميمها المختلفة الا وهي الحقيبة، لم تنشأ اول مرة في مدينتي الموضة والازياء باريس و ميلانو، بل في مدينة الموصل، وتعرض اليوم في احد المتاحف البريطانية وتتميز بدقة التصميم ومنذ ظهور الحقيبة ولغاية اليوم وهي تلقى رواجاً واهتماماً كبيرين.


تاريخ من الإثارة
طرح الباحث العراقي خالد المطلك مؤلفاً هو بمثابة دراسة ثقافية للحقيبة النسائية واطلق عليه تسمية (تاريخ مكثف من الاثارة)، اذ قام برحلة واسعة لمراحل تطورها ويذكر ان ولادتها الاولى كانت في مدينة الموصل، اذ عثر علماء الآثار والباحثون على الحقيبة، اول مرة في الموصل وكانت مرصعة بالأحجارالكريمة، في بادئ الامر ظنوا انها صندوق معدني ولكن لاحقاً تبين انها فريدة من نوعها والاولى في التاريخ، كما عرج الكتاب على المحطات التاريخية المختلفة لها، بدءا من الموصل وصولا الى باريس وميلانو وغيرها من مدن الازياء والموضة.
 
المنزل المصغر
لم تكن مجرد حقيبة، بل كانت عبارة عن منزل صغير ابتكرها المعماري العراقي وخريج احدى الجامعات الايطالية ومصمم الحقائب حسين حربة، وامتازت حقائبه بالوانها المبهجة المستوحاة من فصل الربيع، ويجد حربة ان الحقيبة النسائية جزء لا يتجزأ من شخصية المرأة ولا يمكن الاستغناء عنها، كما ان تصميم الحقائب غالبا ما يخضع للموديلات التي تفضلها الاسواق ورغبة النساء ايضا، ويقول حربة "اردت ابتكار شيء مميز لا حقيبة عادية بل غريبة ايضا، وقادني التفكير والبحث الى شكل المنزل المصغر، لان المرأة لا تستطيع التخلي عن منزلها الذي تجد فيه الراحة والطمأنينة، كما كان لطفولتي التي قضيتها في مدينة الحلة، تأثير كبير ايضا في هذا التصميم".
ومن الجدير بالذكر انه تم تسجيل البيت الصغير اوروبياً وحصل حربة على حقوق التصميم، اذ لم يكن لها شبيه في دور الازياء والمصممين، لتميزها بالغرابة والفرادة.
 
"كوفيد- 19"
منذ اللحظات الاولى لولادة (كوفيد- 19 ) وظهوره في الصين، وحقيبة اسيل فؤاد (27)عاماً لا تخلو من مواد التعقيم والمناديل المرطبة والكمامات الواقية والقفازات، والصابون الطبي، اذ تجمعهم في علبة اسطوانية وتحشرهم داخل الحقيبة، وتقول اسيل"اشعر بالتوتر وافقد حماسي بالعمل اذا ما وجدت انني قد نسيت احد الاشياء الخاصة بالتعقيم والتنظيف، ولم اضعه في حقيبتي، واصبحت اشبه بالمورد لهذه الاشياء، فغالبا ما يلجأ الي زملائي في العمل، اذا ما نسي احدهم كمامته او كفوفه".
 
نظام
اذا ما فتحت حقيبتها، فسوف تندهش من الدقة والترتيب اللذين تتميز بهما، فمن المعروف عن نور كمال حبها الشديد للنظام، وتقول نور بصوت مليء بالزهو" منذ صغري وانا اعشق الحقائب ولدي ولع بترتيبها، اذ لطالما كنت اعيد ترتيب حقيبة والدتي وشقيقاتي، وغالبا ما كان هذا الامر يثير امتعاضهن وغضبهن مني ولكني كنت استمتع بتنظيم الحقيبة، ولغاية اليوم لم افقد هذه الميزة لذلك تجد حقيبتي متميزة بالدقة والترتيب".
 
فوضى
يقال ان الغرفة او الحقيبة الفوضوية تعكس شخصية ذات نشاط وحيوية، وتكره القيود وهذا ما تقوله رواء يوسف عن شقيقتها الاصغر جمانة، ولكن رواء غالبا ما تستاء من الطريقة الفوضوية التي تجد عليها حقائب جمانة التي لا تكترث بآراء شقيقاتها و والدتها ورغبتهن بأن تهتم بحقيبتها اكثر.
 
أعمال يدوية
في مشغل صغير بداخل المنزل كانت الاكسسوارات وخرز تطريز الحقائب متناثرة هنا وهناك، فضلا عن ماكنة خياطة تتوسط المشغل، وفي احد اركان المكان كانت ريم فائز (25) عاما تتنقل كالفراشة بين هذه الاشياء، فهي تسعى الى انجاح مشروعها الخاص بصناعة الحقائب وبينما هي منشغلة بترتيب الفوضى التي ضربت المكان في لحظة واحدة، قالت ريم" بعد تخرجي في اكاديمية الفنون الجميلة، اكتشفت اعجابي بتصميم الحقائب، وحاولت أن اطور من هذه الموهبة وبدأت بالفعل بانتاج حقائبي الخاصة ذات الالوان المبهجة، ولدي زبائن تعجبهم كثيرا، ولاحظت ان الفئة الاكبر من الفتيات يفضلن الحقيبة الصغيرة الحجم ذات الالوان الصارخة في كثير من الاحيان".
 
المزاج
بحسب الدراسات والتقارير يجمع خبراء علم النفس أن المرأة غالبا ما تصدر رسائل لا شعورية بشأن حالتها النفسية، وتظهر تلك الرسائل بالالوان التي ترتديها وبالحقيبة التي تقتنيها، فاذا ما كانت سعيدة تختار الالوان المبهجة، اما اذا سيطر عليها الحزن فتختار اللون الاسود.
 
لغة الجسد
اخذ خبراء لغة الجسد بالابحار في طرق حمل المرأة لحقيبتها، وذلك بهدف الكشف عن شخصيتها، فعلى سبيل المثال يرى احد الخبراء وهو باتي وود أن طرق حمل المرأة لحقيبتها من شأنها أن تكشف عن الكثير من جوانب الشخصية، فهناك امرأة تفضل حمل الحقيبة على جانب واحد وهي توصف بانها عملية، في حين تفضل الاخرى حملها على المرفق وصاحبة هذا النوع توصف برغبتها بفرض سيطرتها وتحكمها بزمام الامور، اما من تحمل حقيبة صغيرة في يدها فهي بحسب الخبراء تسعى للعيش بشكل متوازن.