مهودر يدوّن المشهد الثقافي في البصرة

ثقافة 2019/01/28
...

 
البصرة/ صفاء ذياب
 
احتفى اتحاد الأدباء والكتاب في مدينة البصرة بالكاتب عبد الحليم مهودر بمناسبة صدور كتابه (المشهد الثقافي في مدينة البصرة) الصادر ضمن منشورات المركز العام لاتحاد الأدباء في 
بغداد. 
الجلسة التي قدّمها القاص باسم القطراني تحدّث فيها عن منجز مهودر الأدبي وعن أعماله القصصية والروائية والمسرحية التي قدّمها منذ تسعينيات القرن الماضي وحتى كتابه الأخير هذا.  وأشار مهودر إلى أن فكرة الكتاب كانت مغامرة بحد ذاتها، فبدأ بجمع المعلومات عن الأدباء والنشاطات الثقافية في البصرة، فضلاً عن بحثه في تاريخ المدينة الثقافي والتحوّلات التي مرّت بها. وفي العام 2007 تحديداً كان لديه كم هائل من المعلومات عن الوضع الثقافي في المدينة بعد جهد كبير بذله خلال سنوات. ولم يرسم مهودر خريطة الكتاب في وضع الأسماء البارزة فقط، بل إن هناك من كان لهم مرور عابر في الشأن الثقافي، لكنه مؤثر. هذا ما يخص الأدب، أما باقي الكتاب، فانشغل بالأنشطة الثقافية في المدينة، والمنظمات التي قدّمت أنشطتها منذ تسعينيات القرن الماضي، فضلاً عن المقاهي الثقافي والأماكن التي كانت تقام فيها هذه النشاطات. 
 
مداخلات
الدكتور سلمان كاصد كانت له وقفة مع هذا الكتاب، معترضاً في بداية حديثه على عنوان الكتاب الذي كان من الأحرى به أن يكون (موجز المشهد الثقافي في البصرة) وبإضافة هذه الكلمة سينقذ المؤلف من أية إحراجات، فهناك الكثير من الأسماء البصرية والمؤسسات الثقافية والفعاليات لم تكن ضمن هذا الكتاب، وهذا ما يجعل النقد حولها كثيراً، علماً أن كتاباً كهذا يجب أن تقوم به مؤسسة وليس فرداً، ومن ثمَّ ليس بالضرورة أن يكون هناك أعلام كبيرة في المدينة هم من أسسوا المشهد الثقافي فيها، بل هناك أناس مجهولون كان لهم أثر أكبر من الأسماء المعروفة، على سبيل المثال الناقد عبد الرحمن علي والشاعر نوري عواد الفخري.
في حين قرأ الشاعر علي الإمارة ما يشبه النص الشعري في صديقه عبد الحليم مهودر، قائلاً إنه حين يكون المشهد الثقافي في البصرة عنواناً لكتاب، فهذا يعني أن المؤلف قد أدخل نفسه في لجة مترامية الأطراف من المعاني والأحداث الثقافية والشخصيات والأماكن والصحف والمؤلفات، وغيرها مما يستوجب الوقوف عندها والإشارة إليها ببنان التاريخ والأدب، لأن المؤلف ليس مؤرخاً أكثر منه كاتباً وأديباً دخل إلى عمله الأدبي من تحت قوس التاريخ، وبالذات التاريخ الحديث والمعاصر، ومن ثمّ فإن المعلومات التي سيطرحها ليست قارّة في الذاكرة الجمعية التي تتخذ من المدى التاريخي البعيد مجالاً 
لاستقرارها.