سعاد البياتي
لا تنظر الى خلفك فذلك ماضٍ يؤلمك
ولا الى اليوم فإنه حاضر يزعجك
ولا الى الامام فهو مستقبل قد يؤرقك
لكن انظر الى فوق فإن لك ربا يرحمك
أبيات قد تلخص لنا حياة كاملة، نمضي بها وفي فلكنا كل شيء منظم ومكتوب من إله واحد، سواء اقتنعنا أم لا، لقد مضى عام بكل ما فيه من أحداث سعيدة وحزينة أو غيرها، نجاحات وعثرات، فيه تجسدت أمور عديدة، بدءا من الوباء اللعين وفقد أحبة واعزاء، وما ترتب عن ذلك من احداث متتالية تجول في ذات المضمار، التي زرعت بعضا من القلق في نفوسنا واجبرتنا على رسم يوميات غير مألوفة، بيد أن الازمات يمكن تجاوزها بكل ايمان وقوة وسلوكيات صحيحة .
في العام المنصرم تعرضنا لتجارب حياتية جديدة، أحداث سريعة، اكتشفنا المعدن الأصيل لبعض الأشخاص، وتفاجأنا بالخيرات الثابتة واليوميات الروتينية، التي تزاحم ساعاتنا المليئة بالملل، الا من وجود الله الذي يمنحنا الطمأنينة وهدوء النفس كل يوم، وعلى الجانب الآخر وجدنا اننا قد نحيا في عالم أسري رائع وجميل فيه كل صورنا وطموحاتنا واحزاننا وافراحنا، يتكثف فيه الصدق، الديمومة، البريق والذكريات العذبة.
نتمنى ومن كل صميم قلوبنا ان تحيا المجتمعات بالهدوء والحياة المطمئنة بعيدا عن الأزمات، نتمنى ان يرسم الله لنا هذا العام أجمل وأصفى الأحداث والأيام، وأن يبعد عن الجميع كل مكروه وأذى وأن تتحقق أحلامنا في العيش الرغيد.
فالعالم احتفل في مشارق الارض ومغاربها بأعياد ميلاد السيد المسيح “ع “ رسول المحبة والسلام والتسامح وحلول السنة الميلادية الجديدة 2021 وتأتي هاتان المناسبتان في ظروف استثنائية تشهدها البشرية في عتمة استمرار تفشي جائحة (كوفيد- 19) التي فرضت اشتراطاتها على مفاصل الحياة اليومية من تباعد اجتماعي واتخاذ اجراءات وقائية حازمة للحد من انتشار المرض، الذي لا يستثني احدا من الوقوع في فخاخه، ما لم يلتزم الناس في التدابير الاحترازية، ولعل العام الجديد خلا من الاحتفالات الصاخبة المعتادة من التباعد الاجتماعي، لكن القلوب تبقى تتلاقى على منهج السيد المسيح.
فيا رب اكتب لنا فيه كل الخير والسعادة
والتوفيق، وحقق لنا ما تراه خيراً لنا وليس مجرد ما نتمناه.