أريد أمي

ثقافة شعبية 2021/01/09
...

 ماجد عودة
تعودت دائماً التواصل مع مجموعة من الاصدقاء الذين تربطني معهم علاقات وثيقة، تمتد الى سنين  طويلة، احياناً بلقائهم مباشرة واحياناً اخرى من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؛ لمعرفة اخر اخبارهم، وعلينا الاعتراف ان لهذه المواقع فضلا كبيرا علينا، ولعبت دوراً مميزاً في ديمومة هذه العلاقات الانسانية، سواء مع من كان منهم في بغداد او المحافظات وحتى في دول العالم الاخرى، وقبل مايقارب الثلاثة اشهر، فوجئت بوفاة والدة صديقي الفنان فيصل حمادي، وكان قد مر عليها عشرة ايام من دون أن ادري؛ فاتصلت به معزياً اياه بهذا المصاب الجلل، وقد تبادلنا اطراف الحديث الممزوج بالحزن والدموع، وهنا طلب مني الصديق فيصل حمادي، أن اكتب له قصيدة عن المرحومة والدته؛ عله يجد فيها ما يفجر بداخله بركان الوجع الذي  تسلل الى اعماق روحه ليواسي بها جرحه النازف، وهو يرى خلو الدار من تلك المرأة الطيبة الحنون، صاحبة الكلام المعسول، الذي لا يعرف غير (الهلة والمرحبة) بلهجتها الجنوبية المحببة رحمها لله.
وقد بدأت بالكتابة وشعرت بأنني أكتب عن أمي، بل أكتب عن كل الأمهات الراحلات، حتى اكتملت حروفها بعد عدة ليالٍ والتي قلت فيها: «أريد أبجي بجي النسوان.. واصرخ يم كبر أمي.. وونن ونة امفارك.. واصيح ابطور المغني.. واريدن اكعد وياهه.. اسامرهه وتسامرني.. وابوس اجفوف اديهه.. الياما ربني.. يادفان وسعلي الكبر شبرين.. اريد اغفه ابحضنهه.. وبيدهه اضمني.. عشت مكسور خاطر.. كل زماني الفات.. وفوكاهه الزمان اصواب جملني.. يادرب النجف زتينه بيك اهواي.. بس ابهاي احس الكلب يوجعني.. ليش الموت ما ياخذ حطب من كاع بس ياخذ ورد وينام.. متهني.. جفينه الجدر بعدج.. وانطفه التنور وقوري الجاي يصرخ وينه اليصبني.. ظل كنتورهه وظلت اهدوم العيد.. وظل افراشهه الليليه.. يسالني.. وحكج بعد عينج مااطب للبيت.. لان طبيت بيه وراد ياكلني.. اعلة درب النجف كام الكلب يوماي.. ومثل ليل المكابر صار يوماي.. ويسالوني اعلة خدك جمر يوماي.. واكلهم هذا حزن امي العلية».