طارق ياسين.. شاعر لا يشبه سوى نفسه

ثقافة شعبية 2021/01/09
...

   بغداد: الصباح

 
 
يتلبس الشاعر طارق ياسين، حزن بدائي يأخذه في رحلة جنونية تؤدي الى كوارث إجتماعية: «عرفتك زعتر وصبير.. عرفتك غيد جنة وحور.. عرفتك والسواجي اعصاب مأزومه».
وبمناسبة مرور الذكرى الخامسة والاربعين لرحيله.. تشرين الاول الماضي، نقرأ في قصائده قابلية التعبير عن وحشة المقهورين، والجرأة بملامسة الممنوع والمحظور والمخيف والخطير، والقدرة على الولوج الى عوالم النفس الخفية، والجو المشحون بالتخيل الذي فيه تشوش الافكار والحواس.
«المك والوكت طشاش.. ألمك والوكت تغريب.. المك بيدي صم زبيب.. واطشك بالليالي نجوم.. افر بيك من اشوفك نازل من الله.. وانزل فرة دواليب». 
ياسين يكتب عن انسان محطم وغير سوي وفاقد الاهلية للاندماج مع البشر، يتحرك بطريقة سريعة ومثيرة للشكوك، يستجيب لكل باعث جنوني، يعيش حياة مستقلة، باستطاعته تجريد الاشياء كما يريد، يمكنه التواجد في أمكنة عديدة، يجمع بكيانه المأزوم المتناقض والمتنافر من الخواص.
«تتذكر كتابات الفجر تضحك على الحيطان.. تتأملها.. تتذكر حياتك من وره الافكار والدخان.. لو كثرت حياطين الضجر والملل.. شوف بعينك الدنيا بغمج صحراء.. واعبر وحدك الوحدة».