كركوك : نهضة علي
عرف لدى الجميع ومنذ القدم عن قضاء داقوق الواقع 30 كم جنوب محافظة كركوك، ويتوسط المسافة الواقعة بين قضاء الطوز وبين مدخل المحافظة، كثرة المقامات الدينية فيه، وطالما اقترن اسمه بمقام الامام زين العابدين (ع )، ويطل على الطريق الرئيس بين بغداد وكركوك.
يتميز بتعدد نسيجه الاجتماعي، كونه يضم خليطاً من المكونات والمذاهب والديانات، يجمعهم التعايش السلمي فلا تكاد تميز وانت تدخل الى الشارع الرئيس في القضاء نحو السوق بين قومية وانتماء اصحاب المحال والباعة، لتبادل المزاح والطعام وروح التعاون في عملهم.
الواقع الخدمي في داقوق
قائممقام القضاء وكالة لويس غندي اكد لـ" الصباح" "أن مناطق القضاء شملت بـ40 مشروعاً خدمياً، ضمن خطة العام 2019، ونفذت خلال العام 2020".
مشيراً الى أنها "ركزت على الخدمات الرئيسة بنسبة 80 بالمئة، ومنها تعبيد الطرق الداخلية، وشملت بعضها حتى الطرق المؤدية الى القرى، وانجز مقطع طريق بغداد-كركوك من ناحية تازة الى داقوق، ويتضمن التأهيل والتبليط، فضلاً عن مشروع الماء الرئيس وحفر خمس آبار ارتوازية بالاحياء لتربط مع الشبكة الرئيسة".
مضيفاً "ان القضاء انشئت فيه خمس مدارس وهي قيد الانجاز ذات 24 صفاً و18 صفاً و12 صفاً، وهناك ثلاث مدارس ذات ستة صفوف للمراحل الابتدائية، وفي القطاع الصحي تم تأهيل مراكز صحية في القرى، وهناك خطة لبناء مستشفى في القضاء يتسع لـ 200 سرير ضمن مشاريع الوزارة، وايضا تزويده بمحطة كهرباء ضمن خطط المشاريع الجديدة".
حملات ومناشدات
وبين "ان المشاريع ترفع من قبل المسؤولين على ادارة القضاء بالاعتماد على الوجهاء واعضاء مجلس القضاء سابقا، حسب حاجة كل منطقة من الخدمات، وان مركز القضاء استقبل عشرات الاسر التي نزحت من القرى بسبب سوء الوضع الامني سابقا، واطلقت الجهات المسؤولة حملة بالتعاون مع الجهات الامنية، واعيد عدد منهم الى قراهم".
ونوه بأن "هناك 45 قرية تابعة الى داقوق ضمن القرى المهدمة، تمت اعادة النازحين اليها، بعد أن عادت الخدمات من الماء والكهرباء ".
واردف أن "القضاء هناك زراعي وهناك معاناة لديهم وهي تجاوزات احواض الاسماك غير المنجزة، والتي بدأ تأثيرها على الارض والمياه في المشروع، وان حملات اطلقت بالتعاون مع الجهات المسؤولة لازالتها من قبل سكان داقوق".
فندي بين أن "سكان داقوق خليط من العرب والكرد والتركمان والكاكئية، وله حدود واسعة مع قضاء الحويجة، وسلسلة جبال حمرين، ويضم ناحية الرشاد اداريا، اضافة الى داقوق المركز والقرى وتتبع له 102 قرية في اطرافها، القوات الامنية وبعد طرد داعش منها امنتها وامنت الطرق المؤدية اليها، الا ان هناك بعض القرى التي يكون موقعها محاذياً او مؤدياً الى وادي الشاي، ومازالت تعاني من هجمات داعش وتغلغلها للوصول الى المناطق الآمنة، لان اغلب اهلها يمتهنون الزراعة".
المقامات الدينية
تعرف المدينة باهميتها الدينة لوجود عدة مقامات دينية فيها، ويقصدها الزوار على مدار السنة من اجل احياء الزيارات والتبرك بتلك المقامات، واهمها مقام الامام زين العابدين (السجاد) سلام الله عليه، والذي ارتبط اسمه بداقوق، ويأتي لزيارة مقامه سنوياً في ذكرى استشهاده يوم 25 محرم آلاف من المسلمين من محافظات العراق وبلدان اخرى، وفي السنوات الاخيرة تزايدت اعداد زائريه واخذت الجهات المسؤولة على عاتقها اعداد مراسيم زيارة متكاملة من خلال استعدادات امنية وخدمية لاقامتها وبمشاركة المواكب والاهالي، واعداد خطة في الموضع المذكور لتأمينها الأجواء الخدمية للزائرين، اذ يقع مقامه الشريف على تلة اثرية في قرية زين العابدين باطراف قضاء داقوق، ويقصده على مدار السنة مرضى العيون وضعاف النظر، وذوو امراض الرأس، ومن بسطاء الناس ممن يتمسكون برابط روحي مع الله ورجالاته المؤمنين.
اما امام الهوى والذي يجاور الطريق الرئيس المؤدي الى بغداد ذهابا وايابا، اصبح مؤخرا مقصداً للزائرين ومكان استراحة ويضم ضريحي السيد الهادي بن مهدي بن حسين بن سرطة بن ابراهيم العسكري بن موسى ابي سبحة بن ابراهيم الاصغر المرتضى بن الإمام موسى الكاظم (ع), وابنته العلوية مريم المدفونة بجواره، ويقصده مرضى عرق النسا والمفاصل والهوى الشرجي، وهناك ايضا مرقد الصحابي جابر الانصاري.
المواقع الأثرية والسياحية
تتصدر قائمة المواقع الاثرية في القضاء منارة داقوق والتي هي المئذنة المتبقية من المسجد القديم في القضاء وارتفاعها 23 مترا وتقع بالقرب من جزء شارع طريق بغداد على احد اسطح التلول الاثرية، وتتميز بنقوش البناء المماثلة لمآذن عدة في المواقع الاثرية العراقية، تتكون من جزء مضلع عريض يلفه متنها المدور باللون الترابي الفاتح والذي مازال يحتفظ بالنقوش التراثية المعبرة عن الحقبة التي بنيت بها، ومن ثم يتقوس اكثر البناء على شكل دائرة تكون اعلى المئذنة، وقد سيجت من قبل الجهات المسؤولة عن الآثار يقابلها حي المئذنة السكني في القضاء.
الجس العثماني : وهو معلم اثري بنيّ منذ 137 عاماً حسب المؤرخين، وتقصده الاسر للتنزه اثناء مواسم الربيع، لتميزه بالطبيعة الخلابة، اذ كانت القوافل التجارية تستخدم الجسر المذكور للتنقل من شمال العراق إلى جنوبه، ويتميز بناؤه بوجود الاقواس السفلية وعددها سبعة لمرور المياه اسفله.