ترمومتر الزوج

اسرة ومجتمع 2021/01/15
...

ساجدة ناهي
يقولون إن المرأة الموظفة تتلهف على رجل يحررها من الوظيفة، التي تعمل فيها ست ساعات فقط، ولكنها بعد الزواج تجد نفسها تعمل في المنزل وخدمة الزوج والأولاد ثماني عشرة ساعة متواصلة وربما اكثر، وهذه هي بالتأكيد سنّة الحياة وسبب ديمومة العلاقة الأسرية، ولكن بعض السيدات وبالأخص الزوجة العاملة لدينا تعاني، والرجل او الزوج هو المتهم الوحيد الذي دائما ما تضعه في قفص الاتهام. 
وقد سمعت قبل أيام هذا الاعتراف من زوجة شابة والاعتراف بالخطأ وكما نعرف فضيلة، تؤكد فيه ببساطة العراقيات المعهودة انها( لجوج ) ولا يمكنها أن تكتم ما في داخلها، حتى وان اضطرت الى البوح به في اكثر الأوقات حرجا وهي تقول» أنا لا أرتاح الا إذا واجهت زوجي بكل ما يدور في بالي، ولا يمكنني الانتظار، لأنني أفضل ضرب الحديد وهو ساخن، كما ان أي موضوع إذا تم تأجيله يفقد حيويته وتبرد مفرداته، ولا أجد ان من المنطقي التظاهر بان شيئا لم يحدث، لمجرد ان زوجي متعب او مشغول، لأنني في واقع الحال اكثر منه تعبا ومسؤولية».
اتهامات كثيرة ومعاناة تهمس بها بعض النساء لاقرب المقربات اليهن، من دون أن تصل الى مستوى الثرثرة المزعجة، وهي بصورة عامة تتهم الزوج انه لا يشاركها مشكلاتها، وهو بصفة عامة عصبي المزاج ومشغول ومتعب على طول الخط ويريد قدر الامكان إثبات وجوده في المنزل، قبل العمل أحيانا وهذا كما تصفه مجموعة من السيدات خطأ او عيب الرجل الشرقي، بعض الاتهامات تؤكد ايضا انه يرفض النقاش ويغلق باب الجدل ويريد في منزله فقط الراحة والاستقرار والطعام في أوقاته، ثم مشاهدة برامجه السياسية المقدسة والاخبار، وأنه لا يرى الا نفسه فقط، ولا يحاول بأي حال من الأحوال أن يفهم نفسية المرأة وطبيعتها، ويفسر الدين لمصلحته، ويأخذ منه ما يخدم هواه وقائمة الاتهامات تطول وتطول وقد تملأ صحفا كثيرة.  في وسط هذا الكم الهائل من الاتهامات يخرج علينا بعض العارفين بأمور العلاقات الأسرية ان اللقاء الذهني بين الزوج والزوجة، سواء كانت عاملة او ربة بيت ليس له توقيت معين مثل ميعاد تناول الطعام او وقت تعاطي الدواء.
لذا يجب على الزوجة ان تكون دبلوماسية على مستوى كبير، فهي التي تعرف شخصية زوجها ومزاجه، متى يكون هادئا، ومتى تتوتر أعصابه ومتى يتقبل النقاش ومتى يرفضه تماما، انها المحرك الأول والقبطان الذي يوجه دفه حياة الأسرة بأكملها، لذلك فعلى الزوجة ان تختار الوقت المناسب نفسيا واجتماعيا لعرض مشكلاتها على زوجها، وان تحاول قدر الامكان تجنب طرح المشكلات البسيطة، التي تتمكن من حلها من دون مساعدة الزوج، وبامكان الزوجة العاملة أيضا ان تهتدي معه الى أسلوب راق وهادئ للحصول على رأيه ومعرفة مشكلاته. 
فالزوجة المثالية هي (ترمومتر) او المقياس الأول للزوج، لا سيما بعد فترة زواج تتعدى اربع سنوات او خمسا .