رحل قبل أوانه!

ثقافة شعبية 2021/01/16
...

 ماجد عودة
كنت متردداً الى حد كبير في الكتابة عن الصديق الراحل الشاعر الكبير رحيم المالكي؛ لانها تقلب المواجع وتستفز روحي المثخنة بالجراح، وانا اتذكر سنين صيرورتنا الاولى التي بدأناها معاً في منتدى الشعراء الشعبيين الشباب لمدينة الصدر “الثورة حينها”  ونحن نؤسس لمشروعنا الشعري في هذا المنتدى الذي كان يضم نخبة كبيرة من الشعراء الشعبيين الشباب والذين اصبح الكثير منهم نجوماً ساطعة في سماء القصيدة الشعبية، اطال لله في عمر من بقي منهم والرحمة والنور للذين غادرتنا ارواحهم الى حيث مثواها الاخير وما اكثرهم ولم تبقِ الايام لنا سوى قصائدهم وذكرياتهم.
ومادمنا نتحدث عن الراحل ابوحيدر فأنا أتذكر تماماً لحظة سماعي بخبر وفاته الذي نزل علي كالصاعقة وارعبني وجعلني كالمجنون حتى رحت أهاتف بعض الزملاء ليؤكدوا لي صحة الخبر المفجع فذهبت برفقة ولدي احمد والصديق علي اللامي لالتقي بالزملاء الشعراء وقد وجدتهم متشحين بالسواد بعيون دامعة وقلوب حرى؛ فموت الشاعر الراحل الكبير غني محسن، مازال طرياً في ارواحنا والذي استجاب لنداء الموت قبل زميله المالكي بأيام وقد تعانقنا مع بعضنا البعض في “جادر” الحزن ونحن نصرخ بل ونلطم؛ لان الموت سرق منا غني ورحيم في غضون ايام معدودة، حتى ان البعض من الاصدقاء الشعراء الذين رافقوا الراحل الكبير رحيم المالكي الى مثواه الاخير في مقبرة وادي السلام بالنجف الاشرف وجدوا في احد “جيوبه” قصيدة رثاء كان قد كتبها المالكي برحيل غني محسن لكن فاصل الموت ألغى مراسيم قراءتها، واسدل الستار عنها بسبب غياب شاعرها الذي رحل قبل أوانه.