المكتبة المنزلية.. وسيلة للتعلم والترفيه

اسرة ومجتمع 2021/01/17
...

 بغداد: اسرة ومجتمع 
 
 
للمكتبة المنزلية تأثير كبير في تكوين شخصية أفراد الأسرة خاصة الأطفال، لكونها من العوامل التي تشكل قيمهم ومبادئهم، وتمدهم بثوابت ثقافتهم وهويتهم، وهو الأمر الذي يتوقف على قدرة الوالدين في ترغيبهم في القراءة والاطلاع والمعرفة، من خلال تزويد المنزل بمكتبة تضم القصص والكتب والروايات التي يحبونها، وتمثل لهم وسيلة للترفيه والتعلم، وتعزز لديهم الرغبة في الحصول على المعرفة وسعة الأفق والإدراك، بما يزيد من قدراتهم الفكرية
والثقافية.
 
قدرة على التعبير
تؤثر المكتبة المنزلية بشكل مباشر في القدرات العقلية للطفل، بحيث تزيد من حيوية الدماغ وتنشط خلاياها، وتجعله أقدر كلما تقدم في السن على استيعاب ما يدور حوله وفهمه جيدا.
كما تعزز لديه القدرة على التعبير عن الذات بشكل يتناسب معه كطفل، غير مبال بما يشعر به الآخرون غير المطلعين، مثل الخجل أو التوتر والقلق والانعزال عن الآخرين.
كما تقضي على الشعور بوجود فجوة نفسية بينه وبين الآخر لا سيما الوالدين، أو محاولات خلق حاجز استنفار، نتيجة عدم فهم كل طرف ماهية الاحتياجات النفسية والحسية للطرف الآخر، والذي يهدف الطفل من ورائه تكوين حياة فردية لا يرى فيها سوى ذاته، يفعل بها ما يريد ويتخيل من خلالها طبيعة الحياة التي يتمناها داخله، والطريقة المأمولة التي يفضل أن يتعاملا بها والداه 
معه.
 
قدوة قارئة
ويشير علماء النفس إلى أن المكتبة المنزلية لها تأثيرها النفسي في الأطفال، حيث تقضي على شعورهم بالوحدة، وتقلل القلق والتوتر، كما أنها تعالج لديهم الأمراض النفسية المزمنة أو الناتجة عن عوامل جسدية، مثل التوحد أو زيادة موجات المخ الكهربائية، وذلك من خلال الاعتماد على وجود قدوة قارئة داخل المنزل يقتدي بها الأطفال، تزيد من رغبتهم في القراءة والاطلاع، إضافة إلى توفير عدد من القصص والروايات المكتوبة بصورة مبسطة، تمكن الطفل من استخلاص دروس وعبر بسهولة ويسر من دون تعقيد، 
حتى لا يتملكه الشعور بالعجز إذا ما لم يدرك معنى أو هدف الرواية.
 
وفاء وحب
تكمن أهمية القراءة أيضا في تنمية المهارات العاطفية لدى الطفل، والتي تعد من العوامل الرئيسة لتشكيل حياته القادمة، حيث تساعده في إدارة علاقاته بالآخرين، وتوضح له الكيفية المناسبة للتعامل معهم، وكذلك تعينه على تكوين أسرة سوية تعي وتفهم معاني الحب والوفاء والإخلاص، وقبل هذا وذاك تحمي علاقته بوالديه من التوتر والاضطرابات، التي تصيب كل أسرة بعد تخطي أبنائها لمرحلة الطفولة والدخول إلى مرحلة المراهقة والشباب وما يتبعها من مشكلات 
ومعاناة.