مواجهة الإحباط

اسرة ومجتمع 2021/01/17
...

سرور العلي 
كثيرا ما نصادف في حياتنا، خاصة العملية أولئك الذين يتميزون بشخصيات سامة أو "هدامة" أو ما يطلق عليهم "بمصاصي الطاقة"، كونهم يحيطوننا بطاقة سلبية ويؤثرون في مشاعرنا، ويملؤون عواطفنا بالتوتر والتفكير المستمر، والمبالغة بتحليل المواقف والضغط والتعصب، حتى تنعكس على سلوكنا مع الآخرين، سواء مع أفراد أسرتنا أو زملائنا في
العمل.
ويتجنب معظمنا هؤلاء، مفضلين الابتعاد عنهم ولأن الاحتكاك معهم يصيبنا بالعطب والكآبة الشديدة والوحدة، وأصحاب الشخصية السامة لهم عدة أسلحة يدمروننا بها ومنها، انزعاجهم من سعادتنا ومحاولة إيصال لنا فكرة بأننا داخل أحلام وردية ومتخبطين في أوهامنا، مما يجعلنا محطمين وغير واثقين بلحظاتنا السعيدة، التي هي كل ما نحتاجه، لاسيما اليوم في ظل أوضاع بائسة 
ومزرية.
والشخص الهدام لا يمدح أحداً، واصفا أن ذلك يقلل من شأنه، لذا يستخدم أحد أسلحته للانتقاص من أهميتنا، ولا يعتذر حتى لو كان على خطأ كونه يرى نفسه دائما على حق، فضلا عن تفوهه بعبارات تزعج الآخرين أو تسبب لهم الحرج، ويثير الفوضى ويستغل ضعف الآخر لتحقيق أهدافه الذاتية، وحكمه في كل نقاش على الشخصية لا على الفكرة، ويحمل بداخله الكثير من الاضطرابات النفسية والصراع، وكثيرا ما يذم ويذكر سلبيات الآخرين ويفتقر للرحمة والشفقة اتجاهنا، كما يأخذ وقتا كبيرا من حياتنا دون تقديم ما ينفعنا بنشره جوا من الحزن، وتظهر الاختلافات في كلامه، إذ نلاحظ تغيير ما يرويه في كل مرة مما يدل على كذبه، ولعب دور الضحية وإلقاء اللوم على من يحيطونه، ويتحدث أكثر مما ينصت ويخلق الهواجس فيسبب لنا الشك والريبة، وبذلك يكون شخص غير اجتماعي وليس محبوبا وسط مجتمعه. 
ولكي نواجه تأثيره السلبي علينا مواجهته بالتركيز على أهدافنا، والسعي لتحقيقها ومواصلة طموحنا وتطورنا، والتعلم المستمر في المجال الذي نخوضه من دون الوقوع ضحية للهدامين ومستنزفي الطاقة لزيادة إنتاجيتنا ورصيدنا المعرفي والإبداعي، والحرص على اختيار أفراد نستمتع بوجودهم قربنا ونشعر معهم بالحيوية،
والإطلاع على كل ما هو إيجابي كوسائل إعلام أو برامج ذات محتوى مفيد، كما أن تناولنا للغذاء الصحي وممارستنا الرياضة، والنوم بانتظام يسهم في ازدهار طاقتنا لمواجهة رصاص المحبطين، والتخلص من النوايا السيئة، والإحاطة بالمبتسمين، وممن يرفعون أرواحنا المعنوية لنشر التفاؤل بين الجميع.