{زبلن} و{جون هيد}.. شريان التصريف الصحي في العاصمة
ريبورتاج
2021/01/24
+A
-A
سها الشيخلي
تعد دائرة المجاري واحدة من اقدم الدوائر الخدمية في امانة بغداد، اذ تأسست في مطلع خمسينيات القرن الماضي، وكان اسمها في ذلك الحين (مصلحة مجاري بغداد )، وفيها العديد من شبكات الصرف الصحي، والخطوط الناقلة لمياه الصرف ومن اهمها (خط زبلن) المنفذ من قبل شركة المانية، وصممه مكتب (جون هيد) البريطاني في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، و يمر في عدد من احياء شرق العاصمة، حتى يصل الى الرستمية، اذ ان طوله اكثر من (25) كيلومتراً.
نفي
تعد دائرة المجاري واحدة من اقدم الدوائر الخدمية في امانة بغداد، اذ تأسست في مطلع خمسينيات القرن الماضي، وكان اسمها في ذلك الحين (مصلحة مجاري بغداد )، وفيها العديد من شبكات الصرف الصحي، والخطوط الناقلة لمياه الصرف ومن اهمها (خط زبلن) المنفذ من قبل شركة المانية، وصممه مكتب (جون هيد) البريطاني في مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، و يمر في عدد من احياء شرق العاصمة، حتى يصل الى الرستمية، اذ ان طوله اكثر من (25) كيلومتراً.
نفي
تحدث لـ"الصباح" رئيس المهندسين الاقدم حيدر عادي نايف، معاون المدير العام لدائرة المجاري، قائلاً: "تعد الدائرة مع ماء بغداد من اقدم الدوائر الخدمية في العاصمة، ومسؤولية هذه الدائرة هي عمل شبكات الصرف الصحي في جانبي العاصمة، اذ كان لدينا سابقاً ثلاثة خطوط رئيسة، الاول في جانب الكرخ، واثنان في جانب الرصافة، ولدينا في جانب الكرخ خطوط رئيسة ناقلة منها خط الـ( دبل . يو. تي)، ويخدم هذا الخط المناطق الواقعة ضمن بلدية الشعلة وبلدية المنصور، ومسؤولية دائرة المجاري هي تجميع مياه الصرف الصحي في العاصمة ونقلها في خطوط رئيسة لتذهب الى مشاريع المعالجة والواقعة ايضاً في جانبي الكرخ والرصافة".
وعن سؤالنا لماذا ترمى مياه الصرف الصحي في بغداد بنهر دجلة وتلوثه، نفى المهندس نايف رمي المياه غير المعالجة الان، واكد انها حالياً لا ترمى في النهر بل ترمى بعد المعالجة.
معالجة الصرف الصحي
ولفت المهندس نايف الى أنه "في جانب الكرخ كانت سابقاً مياه الصرف الصحي تصب في نهر دجلة بعد اعمال التخريب التي جرت عام 2007 وبتاريخ 23 /10 /2017 تمت المباشرة باعادة تأهيل عدد من خطوط الصرف الصحي، بعد أن تم اعداد التخصيصات المالية اللازمة وحتى الان تمت معالجة مياه الصرف الصحي، وصار الماء يذهب الى النهر بعد معالجته، وهذه المعالجة تعمل على تقليل نسبة التلوث في المياه حتى وصلت الى 47 %".
واضاف "بعد التوسعات الافقية السكانية الجارية في مناطق بغداد، عملت الدائرة على انشاء مشاريع ستراتيجية جديدة في جانب الكرخ، ومنها مشروعان تم تنفيذهما ودخلا الخدمة، احدهما مشروع الجنوب الغربي، ويبدأ من تقاطع منطقة الخضراء في قاطع (ابو غريب – العامرية) القديم مروراً بالعامرية وقاطع بلدية الرشيد ويربط بالخط الجنوبي الغربي الاضافي، الذي يبدأ من تقاطع جسر الجادرية بموازاة طريق حلة - بغداد الى منطقة ابو دشير، ثم الى محطة رفع ثانية وهي منطقة الدورة الثانية والتي تضخ المياه بثلاثة خطوط رئيسة ناقلة تضخ الماء بدورها الى مشروع البوعيثة الذي تم تأهيله".
تأسيس الخطوط
وتابع " يوجد في جانب الرصافة سابقاً خطان رئيسان، هما خط بغداد الذي تأسس في نهاية الخمسينيات من القرن الماضي ودخل الخدمة في عام 1961، ويخدم هذا الخط المنطقة الواقعة بين نهر دجلة وقناة الجيش ويخدم كلا من مناطق الاعظمية ومركز الرصافة والكرادة وبغداد الجديدة حتى يصل الى نهاية مشروع الرستمية القديم، والخط الآخر هو خط زبلن الذي يخدم مناطق شرق قناة الجيش وقناة الشرطة، وكذلك مناطق الشعب ومدينة الصدر الاولى والصدر الثانية وبغداد الجديدة والغدير، ثم يلتقي المشروعان في مشروع الرستمية، ولدينا مشروعان للمعالجة هما مشروع الرستمية القديم ومشروع التوسع الثالث الذي يقوم بمعالجة المياه وهذه المشاريع تملك كل طاقتها التصميمية".
اختلاط المياه
وعن اختلاط مياه الصرف الصحي مع مياه الامطار واحياناً مع مياه الشرب اوضح نايف " السبب في ذلك ان شبكات مياه المجاري كانت سابقاً منفصلة وهي شبكة مياه الصرف الصحي وشبكة الامطار، ونتيجة الحروب والظروف التي مر بها العراق، صارت اغلب خطوط الشبكات الحديثة شبكات مشتركة ، لمياه الامطار ومياه المجاري، ولا مشكلة في ذلك بعد معالجة المياه، اما اختلاط مياه المجاري مع مياه الشرب، فهذا يحدث في المناطق القديمة جداً، لوجود التخسفات، كما تحدث تكسرات في شبكة مياه الشرب، وسابقا كانت الانابيب المنفذة ازبستية وليست بلاستيكية، والازبستية قد يكون انتهى عمرها التشغيلي، اما الحل فهو القيام باصلاحات ومعالجات وتنتهي المشكلة".
أغطية مفقودة
وعن فقدان الاغطية الخاصة بفتحات المجاري في الشوارع، ما يخلف اضراراً للسابلة لفت نايف الى"أن شبكة المجاري الداخلية من ضمن اختصاصات الدوائر البلدية من ناحية الصيانة والتنظيف، ونحن كدائرة فنية مسؤولة عن تنفيذ الشبكات والخطوط الرئيسة والمشاريع، اضافة الى ان الدوائر البلدية تقوم بعملية تعويض الاغطية المفقودة، ولكن لكثرة الباعة المتجولين و(الدوارة) الذين يسرقون الاغطية وتباع كمادة (اهين) وتذهب الى المعامل، طالبنا بمتابعة معامل الصهر، ولا يمكن استبدالها باغطية بلاستيكية كونها لا تتحمل ضغط السيارات في الشارع، وهذه التجاوزات تدل على قلة وعي المواطن، اضافة الى مخالفته للقانون".
وعن ضرورة تنظيف المجاري اشار النايف الى أن "اغلب الدوائر البلدية تقوم بحملات تنظيف، تبدأ في الشهر السابع والثامن، اما عن بقايا التنظيف الموجودة بجانب فتحات المجاري من دون أن ترفع، فذلك لقلة وعي العمال باهمية النظافة واحيانا يتم وضعها في اكياس سميكة (كواني) وترفعها الحوضيات المكملة لعملية
التنظيف".
خط "زبلن"
تحدث لـ"الصباح" المهندس جعفر عبد الامير كاظم من قسم التصاميم في دائرة مجاري بغداد عن الخط الناقل المعروف باسم (زبلن) اذ قال : "جاءت تسمية الخط، لان الشركة المنفذة كانت المانية واسمها (زبلن)، وكان ذلك في بداية الثمانينيات من القرن الماضي، والتصميم كان من قبل مكتب استشاري انكليزي اسمه (جون هيد) والذي انفرد بوضع تصاميم كامل خطوط المجاري في بغداد لغاية عام 2000، ويشير المهندس كاظم الى انه بعد عام 2000 جاءت شركة يابانية ووضعت دراسة لمجاري جانب الكرخ فقط، تستمر حتى عام 2030، وكان من المقرر أن تجري الشركة اليابانية دراسة لجانب الرصافة، ولكن مبلغ القرض الياباني لم يكن كافياً، ما يعني ان عمر الخط الآن (40) عاما ، وطوله يبلغ (25) الفا و(400) متر".
ولفت المهندس كاظم الى أن "الخط يبدأ من منطقة الشعب ماراً بحي اور ثم يدخل الى مدينة الصدر وبعدها الى منطقة الحبيبية وهي (محطة وسطية)، ولكون انحدار مجاري المياه قد وصل الى (12) مترا في تلك الفترة تم رفع منسوب المياه وتسمى محطة (رفع وسطية)، ثم الى منطقة البلديات والى المشتل ومنطقة الامين وصولا الى منطقة الرستمية، وهي منطقة التقاء خطوط المجاري وعددها ثلاثة وهي (خط بغداد وخط زبلن وخط الاسيل)".
واشار الى ان "آخر صيانة لخط زبلن جرت عام 2013 من خلال مقاولة مع شركة عراقية بدعم شركة المانية، وكانت عملية الصيانة تجري بتصوير عبر اجهزة السونار، وجرى التصوير من محطة الحبيبية الى محطة الرستمية، وتم تنظيف ترسبات الانبوب وبقية الانابيب، وكانت عمليتا الصيانة والتنظيف تجريان بصورة مباشرة وليس باسلوب المقاولة".
وعن اقامة خط زبلن، وهل هناك دراسة حول الزيادة السكانية المرتقبة، اكد كاظم "ان مكتب (جون هيد) الانكليزي اخذ بنظر الاعتبار الزيادة السكانية، واقام المكتب خطوطاً اضافية، منها خط الخنساء المعروف وقطره اكبر من قطر خط زبلن، وبسبب الحروب والعقوبات الاقتصادية تأخر تنفيذ الخط لفترة، لكنه نفذ بعد عام 2003.
واكد ان "الخط الان يعمل وليست فيه مشكلات، وكاداء فهو جيد ويعمل بكامل طاقته التصميمية وهي حسب مكتب جون هيد تبلغ (8 ونصف متر مكعب في الثانية)، والخنساء يعمل على مناطق اخرى منها العبيدي والكمالية والفضيلية، واضافة الى الخنساء هناك خطوط رابطة وهي: خط ربيع وتونس وخط القدس وكل هذه الخطوط تساعد خط زبلن في عمله".
أخبار اليوم
كتلة الاتحاد الوطني الكردستاني تشيد بالتحول الإيجابي الذي تشهده شبكة الإعلام
2024/11/25 الثانية والثالثة