الأحدث والأكبر في العراق..مطبعة شبكة الإعلام العراقي.. تحديات الجودة

ريبورتاج 2021/01/25
...

   تصوير : خضير العتابي    سرور العلي – ذوالفقار يوسف
 
داخل أهم مطبعة في العراق تابعة لشبكة الإعلام العراقي يمكنك رصد بمتعة الحركة النشطة لعمال من أجيال مختلفة، وهم يتابعون عملهم بحرفة واتقان، وبجوار واحدة من الماكينات يقف حسين عبود محسن متابعاً مراحل الإنتاج، ويصدر الأوامر من حين لآخر ويتابع المطبوع وجودته وكميته، مشيراً إلى أن هذا النوع من العمل يقع ضمن قسم الإنتاج والسيطرة النوعية.

أهداف سامية
مدير مطبعة الشبكة محمود جاسب خضير تحدث عن سياق عمل المطبعة قائلاً: «مديرية المطابع هي أحد تشكيلات شبكة الإعلام العراقي، ويتجلى هدفها الأساس بطباعة صحيفة «الصباح» وهو الهدف الأسمى لنا، اذ تتم طباعتها بجميع صفحاتها واعدادها التي تقررها رئاسة تحريرها، والهدف الآخر لا يقل شأناً عن الهدف الأول وهو تحقيق المردودات المالية لخزينة الشبكة».
 وحسب ما يسرد خضير فان تحقيق تلك المردودات يتم عن طريق طباعة المناهج الدراسية بشكل موسمي خلال السنة، وهي مطبوعات ضخمة جدا، خاصة كتب المرحلة الابتدائية هذا من جانب، ومن جانب آخر تلبية احتياجات الوزارات الأخرى من وصولات قبض ومحاسبات، وسجلات وشهادات تقديرية وغير ذلك من المطبوعات التي تعمل بها المؤسسات.
مضيفاً «وهذه الأهداف كانت تحتاج لخطة مرسومة بشكل دقيق، وبدأت الخطة برفد مديرية مطابع الشبكة بماكينات طباعة جديدة، وكذلك خطوط مكملة لها ضمن قسم التصحيف، ولم تستكمل الخطط الزمنية الموضوعة لها، إذ ارتأت بعد ثلاث سنوات أو أربع». ويوضح خضير «الآن المديرية على أهبة الاستعداد لتلبية احتياجات وزارة التربية من طباعة المناهج، وتلبية طلبات المؤسسات الأخرى الراغبة باحتياجات ورقية وهذا منجز، وحين مر العالم باسره بأزمة كورونا وتوقفت كل النشاطات من طباعة وتنقلات، لجأت وزارة التربية إلى خطة أخرى وهي التعلم عن بعد، بالإضافة إلى تحديد بعض الأيام لدوام المرحلة الابتدائية والمتوسطة والإعدادية، وكذلك الجامعات لجأت لهذا النوع من التعليم ما عدا طلبة الدراسات العليا فان حضورهم إلزامي».
 
تجاوز أزمة الوباء
ومرت سنة 2020 من دون طباعة مناهج 
دراسية لكن وزارة التربية في الآونة الأخيرة قررت دمج بعض المناهج لتلبية احتياجات الطلبة من كتب مدرسية، لاسيما للمراحل الابتدائية، وعزمت الوزارة على اختيار ما يقارب أربعين عنوانا، ودمجها مع بعضها البعض بحصولها على موافقة رئاسة مجلس الوزراء، لطباعتها ضمن تخصيص 2020، ارتأت وزارة التربية ان تشرك مطابع الشبكة بموافقة مجلس الوزراء وبجهود مشكورة وحثيثة من رئيس الشبكة الدكتور نبيل جاسم.
وبين خضير «قمنا بزيارة لوزير التربية بمعية رئيس الشبكة ومدير مكتبه، وتم الاتفاق على إحالة طباعة عنوانين إلى مديرية المطابع، وبعض العناوين إلى مطابع وزارة التربية في مؤسساتها، وعناوين الصفوف المتميزة بكميات محدودة أحيلت لمطابع أخرى». 
ويستطرد «وها نحن في المراحل الأخيرة من الإنتاج والتسليم، في عام 2019 أحيل لنا بمعية دار الكفيل 22 عنوانا، ونفذت المديرية منها 16 عنوانا و6 كتب نفذت في دار الكفيل فقط، نحن بصراحة لا ينقصنا سوى التمويل، والمديرية فنيا جاهزة ومتمكنة بملاكاتها وإدارتها، وأيضا نملك  ماكينات بأعلى إنتاجية وجودة».
وعن أكبر كمية كتب نفذت داخل المطبعة تابع خضير «أكبر كمية كتب بالعناوين كانت لوزارة التربية ضمت 88 عنواناً، وهو كتاب القراءة للصف الأول الابتدائي، الذي نفذ حصرا في مطابع الشبكة وكانت كميته مليوناً و 372 ألفاً وباشرافنا، وعانينا في الفترة الماضية من إصابة بعض الزملاء بجائحة كورونا، وأثر علينا في مرحلة بدء الطباعة لكن اتخذنا جميع التدابير الاحترازية، فكل قسم وفريق عمل تم حجزه لوحده، وهناك من تم عزله في مكان آخر».
 
تميز واتقان
مدير التحضير الطباعي حيدر علي مجيد بين: «تتولى شعبة التحضير الطباعي تحويل النسخة الإلكترونية إلى ألواح طباعية باستخدام برامج متطورة، ونسخ أصلية وماكينات لفرز الألوان وتسمى «بليت ستر» وهذه تستخدم نقطة طباعية عالية الجودة وسريعة في الوقت نفسه، وتتفاعل مع الماكينات الموجودة لدينا في المطبعة، أما نظام الطباعة الأساس ففيه أربعة ألوان وهي معروفة عالميا، أما نحن فنملك اوبشن أي تشغل هذه المطبعة في العراق بخمسة ألوان واللون الخامس هو خاص كالبرونزي والذهبي، وهناك كوادر ومصممون محترفون، فيعمل الإنتاج الإلكتروني بشكل يتوافق مع هذه الماكينات». مضيفا «نحن مختصون تقريبا في مجال النشر كالصحف والكتب والمجلات، والمطبوعات المحاسبية كالوصول وأوراق التحرير، والبزنز كارد والبوسترات، والبروشورات حتى منيو المطاعم نقوم بطباعته، وانطلق هذا العمل مع تنصيب ماكينات الشيت فيد وهي تتميز بالشغل المفتوح ولا تتقيد بعمل معين، وحتى على المواد البلاستيكية يمكنها الطباعة». ولفت مجيد إلى أنه في فترة الحظر الصحي تم عمل الإنتاج الإلكتروني بتعديل الصفحات والتصميم من البيت، ويتم جمعها بيوم ويومين لتطبع على الألواح، وفي الدوام تقسم ساعات العمل بالنسبة للحضور، وكل المواد الموجودة هي من مناشئ أوروبية وبالعادة يتم تخزين كميات منها قبل نفادها.
موضحا «فقبل ستة أشهر نعلمهم لتجهيزنا بها، ونستخدم أحيانا بدائل باليت، فالحاجة أم الاختراع، فهناك ماكينات ولكل ماكينة قياس باليت معين، ولدينا كادر كيني مدرب في شركات وأكاديميات ألمانية من مهندسي كهرباء وطباعين».
 
أهمية الدورات
وأضاف مجيد «كل الشركات العالمية لديها معاهد مختصة ومفتوحة للأفراد الذين يعملون في مجال الطباعة، ونطمح أن تكون هناك دورات لتدريب العمال المحليين». 
مدير مخازن مجمع الشبكة قاسم الحلفي أوضح: «أن المخازن هو قسم حيوي وفعال في مديرية المطابع، إذ يرفد العمليات الطباعية وباقي أقسام مجمع الصحافة والنشر بمختلف المواد والمعدات، ويقدم ورق الرول والشيت، والأحبار والبليت بمختلف أنواعها للمطابع، ومواد إدامة الماكينات، ومواد الفرز والتحضير الطباعي، وجميع  المواد الاحتياطية ويزود كل الأقسام بالقرطاسية، والكهربائيات ومعدات الصيانة، والوقود للماكينات، والعجلات وتعمل الرافعات الشوكية فيه كخلية نحل لنقل ورق الرول والشيت إلى المطابع ثم نقل المطبوع إلى التصحيف والشيت، ونقل المنتج للمخازن أو الجهة المستفيدة، وموظفو هذا القسم عملوا خلال مرحلة الطبع في العام الماضي والحالي بهمة ونشاط، وكذلك خلال انتشار وباء كورونا ولم ينقطعوا عن العمل، ويستمرون بالعمل لساعات متأخرة من الليل لإتمام عمليات طبع المناهج الدراسية، واسهموا مع زملائهم من الأقسام والشعب والورش الأخرى في نجاح عمل مطابع الشبكة، بتنفيذ عقود الطبع بمواعيد مختزلة عن موعدها المقرر». 
 
أسرة واحدة
تنتشر أشكال مختلفة من الماكينات في قاعة واسعة، وجوارها رزم من الورق، بينما ينهمك العمال في متابعة عملهم.  
ويحدثنا أحمد علاء شاكر عن عمله في قسم التصحيف قائلا: «عملي هو طباع لتر، طباعة وترقيم، وعملنا ودوامنا في المطبعة يعتمد على الإنتاجية». 
 ويقول حلمي ماجد علي عن عمله في المطبعة:  «اعمل على ماكينة قص الورق، وهو تقسيم الورق المطبوع حسب قياساته المطلوبة بالأوامر الإدارية، ويتطلب هذا العمل الدقة والاتقان بشكل حرفي من اجل إنتاج القياس الصحيح، وتهيئته للمرحلة الأخرى».
وقال علي محمد راضي من قسم التصحيف: «نحن هنا كأسرة واحدة، ويسير عملنا وفق ضوابط مناسبة لنا، ويسهم الجميع هنا في نجاح مطبوعات شبكة الإعلام العراقي».
علي يوسف العامل النشيط تحدث عن عمله في قسم التصحيف قائلا: «يتضاعف وقت الدوام أحيانا لوجود عمل، لاسيما أثناء طبع المناهج الدراسية، مقابل الحصول على تعويض أو مكافأة مالية».
مسؤول شعبة طبع الشيت حيدر حسن علي بين: «تم طبع غلاف منهج الرياضيات وكميته 750 ألفاً بماكينات ذات أربعة ألوان، وأنجز بأقل مدة قبل الوقت المقرر لنا».
من جانبه يشير محمد عباس مشغل ماكينة لتر إلى أن وقت الدوام يبدأ من الثامنة والنصف صباحا إلى الساعة الثانية ظهراً، وأحيانا يعمل مع زملائه في العطل مقابل الحصول على تعويض.
مسؤولة شعبة المحاسبات رجاء مجيد سلوم أكدت: «عملنا في هذه الشعبة هو تجميع محاسبات، وأثناء ضغط العمل نحضر حتى في أيام العطل لإكمال الإنتاج».
نيران سمير شاكر تعمل في قسم التصحيف تحدثت عن سير العمل قائلة: «قبل خمسة عشر عاماً تضررت جمجمتي في أحد التفجيرات التي ضربت مبنى صحيفة الصباح، وواصلت العمل رغم معاناتي مع أخذ العلاجات والمهدئات».