فجر محمد
منذ ظهور فيروس كورونا على وجه الكرة الارضية منذ اكثر من عام، وهو يطور نفسه اسبوعياً، وينتج سلالات جديدة تكون سريعة الانتشار تارة وبطيئة تارة اخرى، وهناك اشخاص يصابون بالعدوى بسرعة شديدة، في حين هناك آخرون ينجح جهازهم المناعي بصد الفيروس، ولذلك مازال يحير العلماء ويثير تساؤلاتهم.
أصناف
بينت الدراسات ان هناك اصنافاً متعددة لكوفيد منها الفا وبيتا وكاما ودلتا، وتم التعرف على هذا الفيروس لاول مرة عام 1960، واكتشف ان هناك امكانية لاصابة الحيوانات بكورونا ومن ثم انتقالها للبشر، وهذا ما سببه انواع من الفيروس هي: (كوفيد 2019، والسارس كوفيد، ميرس).
جغرافية المكان
بحسب احدى الدراسات فان التغيرات الحاصلة في كورونا وسلالاته الجديدة تحدث نتيجة حدوث طفرة في جينات الفيروس، وان طبيعة فيروسات الحمض النووي الريبي تتطور وتتغير تدريجيا تبعا لطبيعة المكان وبيئته، ويؤكد الخبراء في علم المناعة والفيروسات ان تحور كوفيد ليس بالجديد او المستغرب، فهو يسلك سلوكيات اي فيروس آخر، فهو يتغير بمرور الوقت وهو يشبه الانفلونزا في هذه الصفة، لذلك ينصح الاطباء باخذ لقاح الانفلونزا كل عام، وبما يخص تأثير الحرارة في الفيروس، فغير معلوم لغاية الان، اذا ما كان هناك تأثير وما زال العلماء يبحثون في هذا الامر.
أنواع متعددة
في ايلول عام 2020 ظهرت سلالة جديدة في جنوب شرق انكلترا حيرت العلماء ووضعتهم في اهبة الاستعداد، ومصدر خطورتها كان في سرعة انتشارها واحتلالها المراكز المتقدمة في الاصابات، ولم تكتف بانكلترا فقط، بل انتشرت في هولندا والدنمارك ودول اوروبية اخرى.
نقطة تحول
منظمة الصحة العالمية ابدت مخاوفها من نقطة تحول في فيروس كورونا وتحديدا في اوروبا، وبحسب المدير الاقليمي لمنظمة الصحة العالمية في اوروبا، فانه من المتوقع أن تكون بداية عام 2021 صعبة بما يخص معركتنا ضد الجائحة، وعلى الرغم من توفر ادوات جديدة للحرب ضد الوباء، كاللقاحات والادوية والاحترازات المختلفة الا ان العالم ما زال في قبضة "كوفيد - 19".
حظر كلي
في اطار التصدي لفيروس كورونا المتحور قامت بعض دول العالم بغلق اجوائها واراضيها ومنع السفر والتنقل منها واليها بهدف تقليل الاصابات، وبسبب ظهور هذا النوع المستجد في المملكة المتحدة، منعت الكثير من الدول مواطنيها من السفر الى هناك، فضلاً عن دول عربية اخرى منها لبنان التي تحاول التصدي للوباء في ظل الضغط الحاصل على النظام الصحي والمستشفيات، كما اغلقت دول اوروبية حدودها مع جاراتها تحسباً لاي طارئ صحي.
توحيد الجهود
تنادي منظمة الصحة وعدد من المنظمات الدولية بضرورة توحيد الجهود السياسية والعلمية والتكنولوجية في الصراع ضد كورونا، لانه اصبح يمثل خطرا حقيقيا على الانظمة الصحية لسرعة انتقال العدوى واضطرار الاشخاص الى ملازمة المستشفيات، واكدت المنظمة ضرورة مشاركة البيانات بين دول العالم الاخرى، كي يتم اخذ الاحتياطات والتعرف على الطفرات الجديدة لكورونا.
تغيرات جينية
كما اشارت منظمة الصحة العالمية الى ان هناك 23 تغيراً جينياً مر بها الفيروس في السلالة وقد تكون معدية جدا، على الرغم من عدم اثبات ذلك بشكل فعلي، الا ان الاصابات التي ظهرت في مناطق معينة من اوروبا تعود لهذه السلالة تحديدا، وهناك علماء يوضحون انه لا داعي للمخاوف الشديدة من كورونا المتحور، لانه لم يثبت الى الآن شراسته عن سابقه.
ونتيجة لهذا الغموض الذي مازال يلف الجائحة فان الاطباء والخبراء والمنظمات العالمية تنادي بضرورة الابقاء على الاجراءات الاحترازية مثل ارتداء الكمامة الطبية، والتقليل من التجمعات والالتزام بالتباعد الاجتماعي.
لقاحات
طرحت شركات الادوية والعقاقير الطبية الاميركية والبريطانية والصينية، فضلا عن الروسية لقاحات متعددة، ومازالت الابحاث جارية عليها بالرغم من اعتمادها في العديد من دول العالم، لكن ظهور السلالات الجديدة لوباء كورونا يثير المخاوف والقلق لذلك يؤكد عدد من العلماء ان هذه اللقاحات قادرة على مواجهة الوباء ولا داعي للمخاوف المتعددة، وفقا للعلماء فان آلية اللقاح الجديد تعتمد على حقن الجسم بفيروسات معطلة او ضعيفة وذلك لتحفيز الاستجابة المناعية، ولكن عملية تطويرها تتطلب وقتا وتقنيات ومزارع خلوية، في حين تبين التقارير والدراسات العلمية التي اجريت مؤخرا ان تصنيع اللقاح من الحمض النووي الرايبوزي يخلو من هذه التعقيدات لان الجهاز المناعي سيحتفظ بهذه المضادات، وفي حال اصابة جسم الانسان بكورونا سيتعرف الجهاز المناعي عليه في التو ويحاربه، ومع ذلك مازالت قضية اللقاحات موضوعا شائكا ويحتاج بحسب خبراء المناعة الى اعوام كي يتم التعرف على السلوك الحقيقي لكورونا وبالتالي ايجاد اللقاح المناسب.
امل العراقيين
اما العراق فكان له نصيب في تحصيل اللقاح قريبا، اذ تم التعاقد مع الشركة المصنعة لدواء فايزر، فضلا عن المستلزمات المخصصة له، وحسب تصريح وزير الصحة العراقي حسن التميمي بإن الشركات التي تم التعاقد معها هي شركات رصينة ولديها خبرات وفنيون ومتخصصون بهذا المجال.
واضاف " ان للفيروس طفرات جينية، وقد تم تحقيق نتائج جيدة بنسب الشفاء التي وصلت الى 90 بالمئة".